حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون القادة العرب على تسريع عمليات الإصلاح الاقتصادي والسياسي وذلك بغية تلبية مطالب شعوبهم المتزايدة، لكنها امتنعت عن مطالبة أي منهم بالتنحي. وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن كلينتون ألقت كلمة الثلاثاء بالتوقيت المحلي في المنتدى العالمي الأمريكي الإسلامي في واشنطن، برعاية مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز ووزارة الخارجية القطرية، ودعت القادة العرب إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية سريعة. وحذرت كلينتون من أن أمام العرب وقتا محدودا لإجراء تغييرات يفترض أن يشمل جميع فئات الشعب. وشددت على أنه «للمرة الأولى منذ عقود، ثمة فرصة للتغيير، فرصة حقيقية للناس حتى تلبى طلبات الناس وأولوياتهم، وهذا يطرح أسئلة مهمة علينا جميعا». لكن وزيرة الخارجية الأمريكية أوضحت أن مجرد تغيير القادة «لن يكون كافيا لإرضاء» الشعوب، وأمام القادة الإقليميين «الكثير ليخسروه إذا ما انتشرت الفوضى». وقالت كلينتون نحن نعلم أن ما من مقاربة واحدة تناسب الجميع في هذا الوقت المتقلب، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ستأخذ بعين الاعتبار في كل تحركاتها كل الظروف على الأرض تماشيا مع قيمها ومصالحها. وتطرقت إلى الأوضاع في اليمن والبحرين وسورية، فقالت إن أمريكا ستستمر في الضغط على حكومتي صنعاء والمنامة لإجراء تغييرات، لكنها لفتت إلى أن هذه الحكومات قد تكون جزءا من الحل. وأردفت «تربط بين الولاياتالمتحدة والبحرين صداقة عمرها عقود ونتوقع أن تعمر طويلا في المستقبل، وقد أوضحنا أن الأمن وحده لا يحل التحديات التي تواجه البحرين». كما دعت كلينتون الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى حل المأزق السياسي مع المعارضة بطريقة سلمية. أما سورية، فرأت وزيرة الخارجية الأمريكية أن على «الرئيس (السوري بشار) الأسد والحكومة السورية احترام حقوق الإنسان العالمية للشعب السوري، الذي يطالب عن حقه بالحريات الأساسية التي حرم منها». وأشادت كلينتون بالثورات في تونس ومصر، لكنها شددت على ضرورة أن تمضي البلدان في إجراء تغييرات سياسية واقتصادية لضمان انتقال سياسي يولد حكومتين ديمقراطيتين تلبيان حاجات الشعبين. وقالت إن «الولاياتالمتحدة ستعمل مع شعوب وقادة المنطقة لخلق اقتصادات أكثر انفتاحا وديناميكية وتنوعا». ولفتت كلينتون إلى أن الإدارة الأمريكية ستقدم الدعم المادي والتقني لمساعدة دول الشرق الأوسط على الانتقال إلى الديمقراطية، مشيرة إلى إنشاء صندوق ب 150 مليون دولار مخصص لمساعدة مصر. وأشارت إلى أن الجهاز الأمريكي للاستثمار الخاص خارج الولاياتالمتحدة خصص ملياري دولار لدعم الاستثمارات في القطاع الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولم تتطرق كلينتون أبدا إلى الوضع في ليبيا.