في خطاب تأخر أكثر من ربع ساعة عن موعده المحدد، كرس الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الشطر الأكبر منه للتطورات الجارية في عدد من دول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، قال فيه إن الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تقام على حدود 1967 مع تبادل أراضٍ مع إسرائيل، وأشاد فيه بالتغيير السلمي في المنطقة، داعيا عددا من القادة العرب، خاصة الرئيس السوري، إلى إجراء التحول الديمقراطي أو التنحي. وبدأ الرئيس الأمريكي خطابه بالدفاع عن قتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، وقال إن أجندته تقوم على القتل والتدمير، وقال إن الولاياتالمتحدة تعزز بانتشار روح التعاون بين الأديان، مشددا على أن التعاون بينها هو الحل. وقال إن بن لادن كان رسولا للكراهية ونبذ الديمقراطية، وإنه ركز على ما يمكن أن يدمره، مضيفا أنه حتى قبل مقتل بن لادن، فإن معظم العرب رأوا أن «رؤية القاعدة تؤدي إلى طريق مسدود». ثم انتقل أوباما في كلمته إلى التطورات في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، مشيرا إلى أن شعوب الشرق الأوسط انطلقت مطالبة بالحرية، وما حققته الشعوب في الشرق الأوسط خلال الشهور الماضية من خلال اعتمادها قوة اللاعنف لم يحققه الإرهابيون خلال عقود، كما أن أحداث الشهور الماضية برهنت أن استراتيجيات القمع لم تعد صالحة. وقال أوباما إن العالم شهد تغييرا استثنائيا في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن الشعوب نهضت لتطالب بحقوقها الأساسية، وقال إن مستقبل بلاده مرتبط بشكل وثيق بمستقبل الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن قصة تقرير المصير في المنطقة بدأت مع الشاب التونسي، محمد البوعزيزي. وقال إن ما حدث ينبغي ألا يكون مفاجئا، فالدول العربية نالت استقلالها لكن الشعوب العربية لم تنل حقوقها، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لم تدفع الشعوب العربية للخروج والشوارع والتحرك، وقال «صرخات الكرامة الإنسانية يتردد صداها بالمنطقة». وأضاف الرئيس الأمريكي: إن الشعوب تريد الحل خلال أسابيع، لكنه قال محذرا إن الأمر قد يستغرق سنوات حتى يكتمل، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل التزامها تجاه أصدقائها وشركائها، وأضاف موضحا أن «مصالح أمريكا ليست خطرا على آمال شعوب المنطقة». واشار إلى أن هناك انقساما كبيرا بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي، وهو أمر يحتاج إلى تصويب، لكنه قال إن الوضع الراهن ليس دائما وإن الولاياتالمتحدة ترحب بتقرير الشعوب لمصيرها. وقال أوباما إن زعيمين عربيين تنحيا وقد يلحقهما آخرون، مشيرا إلى أن التغيير بهذا الحجم لا يأتي بسهولة، منوها إلى أن «أمريكا ترفض استخدام العنف ضد الشعوب». وحول الأوضاع في تونس ومصر، قال أوباما «سوف نساعد الحكومتين الديمقراطيتين في تونس ومصر على استعادة الأموال المسروقة كما سنقدم مساعدات اقتصادية لكل منهما»، مشيرا إلى أن إدارته طلبت من البنك الدولي وصندوق النقد تقديم خطة لمساعدتهما. وقال أوباما: «لا نريد لمصر ديمقراطية مكبلة بالديون». وحول سورية، قال أوباما إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يقود الإصلاح والتحول في بلاده أو يتنحى عن السلطة، مشيرا إلى أن دمشق تحذو حذو إيران وتسعى إلى نيل دعمها في أساليبها القمعية في مواجهة المظاهرات. وقال: «نرفض لجوء سورية لخيار القمع، وعلى الأسد أن يغير سياسته أو يتنحى». وأشاد أوباما بالشعب السوري وقال إنه عبر عن شجاعته بالمطالبة بالتغيير، غير أنه شدد على أن على «الحكومة السورية أن تتوقف عن إطلاق النار والاعتقالات العشوائية». وحول البحرين، قال الرئيس الأمريكي «نحن ملتزمون بأمن البحرين وإيران سعت إلى استغلال الوضع هناك»، داعيا «إلى إجراء حوار حقيقي بين السلطة في البحرين والمعارضة». أما بالنسبة إلى اليمن، فقد دعا باراك أوباما الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى تنفيذ وعده بانتقال السلطة. وحول ليبيا، قال أوباما إن الزعيم الليبي معمر القذافي «سيرحل في النهاية والوقت ليس في صالحه». وبخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال أوباما إن «الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تقام ضمن حدود 1967 مع مبادلة أراضٍ مع إسرائيل». وطالب أوباما إسرائيل بأن «تتحلى بالشجاعة لإحلال سلام دائم»، وقال إن السلام الدائم يعني دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وأقر بأن الشعب الفلسطيني يجب أن يتمتع بحق حكم نفسه. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن اتفاق فتح وحماس يثير مخاوف عند الإسرائيليين، وقال «التزامنا بإسرائيل راسخ وجهود عزل إسرائيل بالأمم المتحدة لن تخلق دولة فلسطينية». وقال أوباما إن على إسرائيل التحرك بجرأة نحو سلام دائم، مشيرا إلى أن آمال اليهود لن تتحقق باستمرار الاحتلال.