تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض البارحة الأولى في الحفل التكريمي ل128 حافظا للقرآن في الرياض، بمليوني ريال للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، مليون عنه وآخر عن أبنائه وأحفاده، وتحصلت الجمعية في الحفل على 13 مليونا تبرعات أهل الخير والمحسنين. وهنأ الأمير سلمان أثناء رعايته للحفل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأمر الملكي في دعم الجمعيات ب 200 مليون ريال، مشيرا إلى أن ذلك ينبئ عن رضا خادم الحرمين الشريفين على ما تقوم به من تربية للنشء بعيدا عن الغلو والتطرف. وقال الأمير سلمان في تكريم حفظة القرآن في الرياض البارحة الأولى: نأمل أن نكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وأضاف: «إن من منة الله على هذا البلد أن جعل فيه الحرمين الشريفين، الذي تتوجه إليه وجوه المسلمين في كل صلاة، كما أن جزيل إنعامه تعالى على حكام هذا البلد أن شرفهم بخدمة كتابه العزيز، ابتداء بمشروع طباعة المصحف الشريف، وانتهاء بدعم خادم الحرمين الشريفين لهذه الجمعيات». من جانبه، أكد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن القرآن الكريم حظي بعناية من ولاة الأمر، مشيرا إلى أن حضور الأمير سلمان لتكريم الحفظة دليل على ذلك الاهتمام العظيم بالقرآن، لأنه دستور الأمة ومنهاج حياتها، وهو الحاكم والمتحاكم إليه في هذه البلاد، بإقامة حدود الله وتنفيذ شرعه. وقال آل الشيخ: «إننا نعلم حقا أن القرآن كلام الله، وهو أفضل كتبه وآخرها، جمع به معاني ما سبقه من الكتب، وجعله مهيمنا عليها، يحق الحق ويبطل الباطل (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)، حفظه الله، فلم تمتد إليه أيدي العابثين زيادة أو نقصانا (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ودعا الحفظة شكر الله على نعمة القرآن، وتلاوته، وتطبيق أحكامه، والتأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه، والسير على منهجه القويم، مؤكدا أن هذا البلد حفظه الله من كيد الكائدين، ورد مكر الماكرين، لأن أهله متمسكون بهذا الدين، محكمون إلى القرآن ومتحاكمون إليه، ناشرون لعلومه، طابعون للمصحف، باثون له في أرجاء المعمورة، تقوى لله ودينه، «حسدونا على أمننا واستقرارنا وانتظام حياتنا، وما هيأ الله لنا من الرزق، ولله الفضل والمنة، يريدون لشبابنا أن يكون منحرفا في عقيدته منحلا في سلوكه بعيدا عن منهج الله القويم، ويأبى الله ذلك». وأضاف المفتي العام: «هذا البلد المبارك ما زال ولا يزال إن شاء الله على منهجه واستقامته، وخير ذلك محاضرة الأمير سلمان في الجامعة الإسلامية، حيث وضع النقاط على الحروف، وبين منهج هذا البلد منذ قيامه إلى اليوم، وأنه منهج قويم لا تزال متمسكة به، يتوارثه الخلف عن السلف، تمسكا بهذه العقيدة ودعما لها، واقتناعا بها، ومحافظة عليها، وحماية لها، وأنهم يدعمونها بكل ما أوتوا». أما رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض الشيخ سعد آل فريان، فأشار أن تكريم الأمير سلمان للحفظة دعم لهم وتشجيع لزملائهم على التفوق والتميز وإجادة الحفظ. وأوضح أن الجمعية تضم 130 ألف طالب وطالبة، و28 فرعا للجمعية في محافظات ومراكز الرياض خدمة لكتاب الله، مشيرا إلى أن الجمعية توسعت في تدريب معلميها ومعلماتها بإنشاء ثمانية معاهد، ثلاثة منها للمعلمين وخمسة للمعلمات، إضافة لتطوير المقرأة الإلكترونية للقرآن عن طريق الإنترنت ليتسنى خدمة أكبر عدد من المسلمين داخل المملكة وخارجها. وأكد آل فريان، أن رعاية الأمير سلمان للحفل امتداد للعناية التي توليها المملكة للقرآن وأهله بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني، موضحا أن الدولة وفرت جميع الإمكانات لخدمة كتاب الله، من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وإنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة، وإقامة المسابقات القرآنية المحلية والدولية. وكرم الأمير سلمان في ختام الحفل الحفظة وأعضاء مجلس إدارة الموارد المالية في الجمعية، وتسلم الدرع التكريمية نيابة عن رئيس اللجنة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عضو مجلس إدارة الجمعية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، كما كرم المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.