زواج القاصرات، هذا الفعل المشين الذي ما زال متواجدا في بعض المناطق بقناعات مختلفة، يغذيها الفهم القاصر أو الجشع المالي، وكلا السببين ينتج حياة مأساوية للقاصرات يعشنها من غير أي مساندة، لا أحد يريد تحمل تبعات ذلك الزواج، مما يترك الطفلة (المتزوجة) في حالة دمار نفسي أو يودي بها إلى طرق خانقة من أجل النجاة بروحها.. وقصة سلمى هي الآن في عقدها الثالث «كان والدها قد زوجها لرجل ستيني بمبلغ تجاوز ربع مليون ريال قبل نحو 20 عاما، فيما كانت تبلغ من العمر حينها 13 عاما، ومضت الفتاة مع زوجها عدة أشهر ترعى الأغنام وتحاول إتمام دراستها الابتدائية، قبل أن ينتقل بها إلى محافظة العلا شمال المدينةالمنورة، لتكتشف أنه متزوج من ثلاث نساء غيرها، وقضت في بيت الزوجية نحو 17 عاما، أنجبت منه خلالها أربع بنات وابنين، وعانت منه صنوف التهميش والتعذيب الحسي والمعنوي، حتى هربت بأطفالها إلى مسقط رأسها، وبقيت هناك في بيت أهلها مع أطفالها، وطلبت الخلع من زوجها، وبعد ثلاث سنوات نالت مرادها، بالرغم من محاولة زوجها الطاعن إرجاعها، واتهامه لها بإخفاء أبنائه للضغط عليها، الأمر الذي تسبب في سجنها نحو ستة أشهر.. وكانت خلال فترة هربها تقيم في المساجد والحدائق العامة، وتختلس زيارة أبنائها في مدارسهم، حيث كان طليقها يرفض أن تراهم»، فأي ظلم هذا الذي نمارسه باسم الأنظمة أو القانون، حيث تسجن وتمنع من أبنائها لأنها فقط قررت أن تتحرر من الظلم، ومع السجن والحرمان لم تنهض أية جهة لتسأل بأي ذنب تم سجنها، وبأي حق تمنع من رؤية أبنائها؟ ولم يسأل أحد كيف عاشت مرارة السبعة عشر عاما، أو كيف ربت أبناءها وهي الطفلة، ولم يناقش أحد كيف عاشت وهي هاربة من نار الزوجية. سلمى هي نموذج للعشرات من القاصرات اللاتي يقتعدن بيت الزوجية بمرارة، دون أن يفصحن عما حدث لهن من عذابات.. ومع كل ما يحدث لم تقم جمعية واحدة لمناصرة القاصرات، كما لم تنهض وزارة الشؤون الاجتماعية بدور إيجابي، كأن تقوم بمخاطبة الجهات المختلفة لتجريم مثل هذه الزيجات، واستصدار قانون ينص على منع تزويج القاصرات ومحاكمة أولياء أمورهن لإقدامهم على المتاجرة ببناتهم.. قضية سلمى هي التي طفحت على السطح، وقليل مثلها تعرف حكاياتهن، بينما الكثيرات لا أحد يعرف عنهن شيئا.. فهل بالإمكان أن تتحرك قضية القاصرات للأمام بوجود جمعية تحتضن مثل هذه القضايا؟ مسكينة سلمى حتى بعد جهادها المرير من أجل حريتها ما زال ولي أمرها يتاجر بها، فبعد أن خرجت من السجن حاول والدها الضغط عليها لتتزوج من مسن آخر تقدم لها، وقدم مهرا بلغ 100 ألف ريال، هكذا من غير إحساس بما حدث لها.. المهم كم هو المبلغ المدفوع لتنتقل إلى حضن رجل آخر مودع.. يا ناس ليس هذا من الدين في شيء، فارحموا بناتكم، أو ليرحمنا منكم الشرع بقرار يمسك يدكم، ولا يتم هذا إلا بالمطالبة، ولأن القاصرات ليس لهن ألسن، فلتقم الجمعيات المطالبة بحقوق القاصرات وحمايتهن من الظلم، فديننا يقوم على (انصر أخاك ظالما أو مظلوما).. فمن ينصر سلمى وصويحباتها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة