إلى عهد قريب لم نكن نسمع عن النصب، أو الاحتيال، أو الابتزاز، لا من مواطن، أو من غريب! ولقد عملت في بعض المناطق بشرطة العاصمة بضع سنين وبالتحديد ما بين 1374ه إلى 1380ه، فلم تمر علينا وأقصد جميع موظفي الشرطة أي شكوى عن عملية نصب، أو احتيال، أو ابتزاز، بل وحتى حوادث السيارات كانت في معظمها صدم لعابر سبيل، أو اصطدام بسيارة أخرى ونادرا ما تكون هناك إصابات من جراء تلك الحوادث بخلاف ما هو حادث اليوم، إذ لا تكاد تمر ساعة أو حتى بعض ساعة دون وقوع أكثر من حادث تخلف عددا من المصابين إلى جانب من يدركه الأجل فيلقى وجه الله. أما النصب، والاحتيال، والابتزاز، فقد تعددت وسائلها وانتشر الأراذل من الذين امتهنوا النصب والاحتيال والابتزاز. في مقدمة عمليات النصب ما يتم تحت مسمى الاستثمار في المجهول بإعطاء المستثمر تحويشة العمر ما نسبته 25 في المائة و 30 % لسنة أو سنتين ثم الاختفاء ليظل المساهمون يطاردونه سنوات طويلة في محاولة لاستعادة رؤوس الأموال، وتمضي السنوات ولا يجدون إلا قبض الريح والأمثلة على ذلك تفوق الحصر. وللاحتيال أسلوب آخر هو في استدراج العامة من الناس للمساهمة في المخطط الفلاني، أو المخطط العلاني وتمضي السنوات فيكتشف المساهمون أن المخطط كان وهما وسرابا لأن الأمانة أو البلدية أو المحكمة أو كلاهما لم يقرا للمحتال بملكية المخطط وعليكم تذكر عدد الحالات فأنا لا أحصيها. ويأتي ما هو أسوأ وأخطر لأن النصب أو الاحتيال يتم في الحصول على أموال الغلابى، لكن الابتزاز يصيب النفوس بما يسيء للدين، أو العرض، وإن مما يؤسف له أنه في انتشار بمضي السنين إذ نشرت عكاظ بتاريخ الأربعاء 4/4/1432ه خبرا مطولا جاء في مقدمته: كشفت دراسات أن 38 في المائة من المبتزين عاطلون و33.3 وظائفهم متدنية و6.66 وظائفهم جيدة، وبينت الدراسة الصادرة عن إحدى المؤسسات الاستشارية أن الابتزاز المادي يمثل 11 في المائة، الجنسي 45 في المائة، النفسي 38 في المائة. وقالت الدكتورة أسماء الرويشد في ورقة قدمتها لندوة «الابتزاز المفهوم والأسباب والعلاج» أظهرت الدراسات أن 30 في المائة من المبتزين خائنون لأزواجهم و38.2 علاقتهم جاءت عن طريق الإنترنت، 20 في المائة من علاقة المبتزين زنا محارم و11.7 من المبتزين يمارسون الجنس. وأضافت أن الجانب الذي أرادت المبتزة إشباعه في العلاقة يمثل 66.33 عاطفي، 10.37 جنسي و23.3 أسري، لافتة إلى أن البلوتوث سبب للتعارف بين الجنسين بنسبة 9.1 في المائة ومكالمات الخطأ 30.6 ومواقف التعارف 20.3 وصديقات السوء 25 والمحارم 15. وأشارت إلى أن صور الابتزاز التي يطلبها المبتز تمثل استمرار العلاقة غير الشرعية 26 في المائة، إطلاق علاقة غير شرعية 24.6 الاستمرار في المكالمات الهاتفية 40. هذا وقد بينت الإحصائيات كما تذكر عكاظ أن أسباب الوقوع في العلاقة مع المبتز يتم بتشجيع الزميلات وذلك يمثل 15 في المائة، الفضول وحب المغامرة 18 في المائة، عدم وجود الرقابة 20 في المائة، الفراغ وضعف العلاقة الأسرية 27 في المائة. وإلى الغد لنرى الحل من خلال رأي أهل العلم الذين شاركوا في ندوة «الابتزاز .. المفهوم والأسباب والعلاج» التي نظمها قسم الثقافة الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة