يوم الجمعة.. يوم كعيدٍ للمسلمين في الفرحة به والاجتماع والتزاور، فهو يوم التجمع الأسري على مائدة عائلتها كأيام الأسبوع الأخرى متفرقة، متجدولة، منهمكة في الوظائف والأداء.. يوم الجمعة يوم التحاور والنقاش إذا ما طرأ ظرف للعائلة ففيه الالتفاف وفيه التشاور، لم نكن نرقب الأحداث فيه لأننا ألفناه هكذا.. واعتدنا الابتهاج به.. إلا حدث واحد لا يغيب عن ذاكرة المسلمين وهو أن القيامة تكون في يوم الجمعة لعظمة هذا اليوم وفضله. ونسمع هذه الأيام أصداء للأحداث تسبق يوم الجمعة، وتتصاعد العناوين على إشراقة هذا اليوم: جمعة الاستمرار والانتصار، جمعة الغضب، كل تلك الكلمات وأبعادها شكلت بعدا في الذاكرة المسلمة يجلي لها الصورة على وهج يوم الجمعة الذي فيه تقوم الساعة، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أنس رضي الله عنه قال: بعثت أنا والساعة كهاتين قال: وضم السبابة والوسطى. إن هذا البعد وتلك الرؤية المتجلية على وهج يوم الجمعة هي ذاتها قد بدت ولاحت في خطاب ولي أمرنا وراعي أمننا، إن اهتمام مليكنا في أوامره الملكية بالعلم والعلماء وبكتاب الله الكريم وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شؤون الدين ما كان ذلك الاهتمام إلا من رؤية دينية متأصلة لدى ولي أمرنا حفظه الله تعي أن مصالح الدنيا لا تقوم إلا بالأخذ بمصالح الدين إلا دعوة من مليكنا للانتباهة واليقظة لأمر يوم عظيم فيه تشخص الأبصار، وتضع كل ذات حمل حملها، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت، لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم مخلص لله، متبع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أحداث ذلك اليوم بل أهواله ستكون يوم الجمعة فهل أعددنا لذلك اليوم العظيم. ما تثبت به الأقدام وتسلم به القلوب؟؟ [email protected]