لم يكن ما حدث بالأمس أمراً عادياً ! عيناي لم تصدق المشهد .. ريح عاتية تعصف بكل شيء ، أمطار شديدة جعلت منها الريح قذائف ، برد وأي برد ؛ حباته لم أشاهد مثلها أبداً فقد كان تساقط كل تلك الأشياء في وقت واحد أمر يصيب القلب بالذهول والشلل ! في غمرة الحدث .. تأملت ( أهوال يوم القيامة ) ماذا سنفعل حين تتوالى علينا الأهوال من كل مكان ( يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) رددت وقتها ( عجباً لمن يأمن مكر الله ، عجباً لمن يأمن مكر الله !! ) . دقائق معدودة .. تبدلت معالم الأماكن وتوالت الخسائر وفجع من فجع بما حصل وتعاقبت الأحداث كلها في دقائق معدودة فكان للقلب درس حرك فيه ( الخشية من الله ) . سرقتنا الدنيا .. تهافتنا على زخرفها .. تسابقنا لنيل زينتها .. تناسينا الحدث الأهم ( يوم العرض ) وما به من أهوال يشيب منها الفؤاد .. يا الله ما أحلمك علينا .. تغدق علينا خيراتك فنسخرها في معصيتك ! سبحان الله .. ما أكرمك .. ما أعدلك .. ما أقواك .. ما أشد بأسك على من ظلم وعصاك .. تأملت .. كم عذب الله من أقوام أفلا نتعظ ؟؟ متى تستيقظ قلوبنا من غفلتها ؟! متى ندرك أن كل يوم يمضي يدنينا من النهاية ؟ متى نتدارك ما بقي لنا ونستغله ؟! تأملت .. كم من ظالم أهلكه الله ! كم من قرية ظالمة ( قصمها ) الله ! كم من ظالم أغمض الكرى عينيه ولكن عين الله لم تنم ! يا الله ما أقواك .. هدأت العاصفة .. تأملت ما خلفت من خسائر .. قلت في نفسي كم شخص منا سيأتي يوم القيامة وقد خسر كل شيء ! تأملت أكوام البرد .. تذكرت الدعاء ( واغسلهم بالماء والثلج والبرد .... ) تذكرت كم من شخص غادرنا نسينا في غمرة الحياة أن ندعو له ! رددت .. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات .. تأملت .. حمامة ( النخيل ) وقد انكفأت على نفسها ولم تجد مكاناً يأويها وقد تملكها الخوف .. تذكرت ( ... وهم من فزع يومئذ آمنون ) يا الله .. نسألك الأمن يوم الفزع الأكبر . أحداث سريعة مرت لكن أثرها في النفس لازال .. وحسبنا من هذا الحدث أن حرك قلوبنا لنجتهد استعداداً ليوم الفزع ... يوم العرض ... يوم أن نقول ( نفسي نفسي ) وقتها لن يكون ما حدث اليوم إلا كأبسط ما يكون فهل تعي قلوبنا الدرس ؟!!