بعد أسبوع من الضربات الجوية على ليبيا، حقق الحلفاء السيطرة على الأجواء الليبية واستعاد الثوار العقيلة وراس لانوف وبن جواد، بعد تقدمها غربا مسيطرين على البريقة وأجدابيا، لكن المرحلة الأصعب لم تتحقق بعد وهي إسقاط نظام القذافي أو تسهيل الانتصار العسكري للثوار بدون التسبب بانقسام البلاد. وفي الوقت نفسه ميدانيا سقطت أجدابيا والبريقة والعقيلة وراس لانوف وبن جواد في أيدي الثوار الذين استأنفوا تقدمهم نحو الغرب ومراكز السلطة الليبية. وقال الكولونيل تياري بوركار الناطق باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية إنه «مع تولي السيطرة على أجدابيا، انقلب اتجاه الأمور» مضيفا أن «الضغط على السكان تراجع في محيط بنغازي وبدأ بالتراجع في أماكن أخرى أيضا». ونقطة أخرى تحققت هي أن الحلفاء أصبحت لديهم سيطرة ساحقة على الأجواء الليبية. والقرار رقم 1973 الصادر عن الأممالمتحدة فرض «منطقة حظر جوي» لإرغام طيران القذافي على عدم التحرك. والمحاولات القليلة لانتهاك الحظر تنطوي على مجازفات خطيرة جدا. لكن الخطر غير مستبعد لطيران الحلفاء أيضا. وقال الكولونيل بوركار إنه «رغم أن المضادات الأرضية الليبية أضعفت إلى حد كبير» لكنها لم تدمر بالكامل بعد.وتم تدمير غالبية أنظمة الأسلحة الثابتة التي كان يملكها جيش القذافي مثل صواريخ أرض جو سوفياتية الصنع من نوع اس ايه 2 أو اس ايه 5 لكن لا تزال هناك مدرعات مضادة للطيران وخصوصا صواريخ محمولة اس ايه 7. وعلى الصعيد العسكري نظم التحالف صفوفه. فقد تولى الجنرال الكندي شارل بوشار قيادة عمليات حلف شمال الأطلسي ويمكن أن يتولى اعتبارا من مساء أمس قيادة كل الحملة العسكرية للحلفاء. لكن الفوضى التي لا تزال تعم صفوف المقاتلين الثوار تثير قلقا ما دفع بباريس ولندن إلى البحث في موازاة ذلك عن حل سياسي يمكن أن يكشف الثلاثاء خلال قمة في العاصمة البريطانية. وأبدى وفد حكومي ليبي دعي من قبل الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا استعداده لوقف المعارك وفتح حوار يسبق عملية «انتقال» ديموقراطي. وأخيرا فإن واشنطن وباريس تلعبان ورقة أخرى مع العمل على تقويض منهجي لنظام القذافي. وألمحت إدارة أوباما إلى أن مقربين من القذافي يسعون إلى إيجاد مخرج. وقالت الرئاسة الفرنسية إن مصير القادة الليبيين سيكون إما الانشقاق أو محكمة العدل الدولية، في تحذير مباشر لا يتضمن الكثير من الدبلوماسية. وأوضحت مصادر محلية أن الثوار حرروا العقيلة وراس لانوف وبن جواد والبريقو وأجدابيا، بعد أن انسحبت القوات الموالية للنظام الليبي من المنطقة وتراجعت باتجاه سرت المعقل الرئيس للزعيم الليبي معمر القذافي. كما استولى الثوار على كميات كبيرة من الأسلحة خلفتها قوات القذافي وراءها.