محطات عديدة توقف فيها قائد نادي الاتحاد أحمد جميل قبل أن يطرق باب النجومية ويحفر اسمه بحروف من ذهب في واجه العميد وكذلك مع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وساهمت تلك المحطات لأن يلامس أحمد جميل ميمون المجد من أوسع أبوابه ويكون أحد النجوم الذين يشار لهم بالبنان. البدايات ولد عام 1384ه في حي الهنداوية بمدينة جدة، ودرس الابتدائية والمتوسطة حتى حصل على شهادة الثانوية الصناعية، بعد ذلك التحق بشركة أرامكو، إلا أنه لم يستمر حيث وقع عقد احتراف مع نادي الاتحاد وكان ذلك في أواخر عام 1992م. مشواره الرياضي بدأ في الحواري بفريق الحارة ويسمى التسامي بعد ذلك في المدرسة، فقد لعب والده دورا في زرع العشق الاتحادي داخل وجدان ابنه بعد أن قرر ذات يوم أخذ ابنه لمشاهدة مباراة بين الاتحاد والأهلي على ملعب الصبان في جدة، وانتهت المباراة بفوز الأهلي بخمسة أهداف، إلا أن قلب أحمد تعلق بذلك الحضور لنادي الاتحاد على الصعيد الجماهيري وصعيد اللاعبين، فقرر أن يكون اتحاديا وحضر للاتحاد عام 1399ه وشارك مع البراعم تحت إشراف عبدالله صالح (يرحمه الله)، وانطلق أحمد جميل من فريق البراعم لنادي الاتحاد ثم تدرج إلى درجة الشباب بالنادي وصعد للفريق الأول في مطلع عام 1984م بعد أن لعب ثلاث سنوات فقط بين درجتي الناشئين والشباب وحقق مع الناشئين والشباب أربع بطولات للمنطقة الغربية. رحلة مع الإصابات تعرض أحمد جميل لإصابة خطيرة جدا في الركبة بعد أن احتك مع لاعب نادي الهلال السابق سعد مبارك، وكادت هذه الإصابة أن تبعده عن الملاعب لولا إرادة الله سبحانه وتعالى ثم عزيمة أحمد جميل وإصراره على العودة من جديد للتألق، وخضع الجميل لعملية في الركبة في ألمانيا ابتعد ما يقارب الستة أشهر، عاد بعدها من جديد للملاعب. وتعرض قائد الاتحاد مرة أخرى أحمد جميل لإصابة عبارة عن كسر مضاعف في الساق كان ذلك خلال مشاركته في مباراة الاتحاد والوحدة بعد مخاشنة من قبل اللاعب خالد الحازمي، إلا أن تلك الإصابة جاءت في المراحل الأخيرة لمشوار جميل في الملاعب. وبرغم عودته للتدريبات، إلا أن أحمد جميل فضل الاعتزال والمحافظة على سجله التاريخي مع نادي الاتحاد والمنتخبات الوطنية ليودع الكرة عام 2002م ويختتم مسيرته الرياضية. عرض مانشستر تلقى أحمد جميل عرضا احترافيا في الدوري الإنجليزي من نادي مانشستر يونايتد عام 1995م عن طريق أحد المكاتب التسويقية، إلا أن الظروف لم تسمح لأحمد جميل بالاحتراف في ظل ارتباطاته مع المنتخب الوطني، وعدم التزام مدير المكتب التسويقي وكذلك تمسك ناديه به فوت عليه أهم مراحل حياته الرياضية، فقد ضحى الجميل العرض الاحترافي من أجل حاجة ناديه لخدماته. مع نجوم العالم وقع اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا على أحمد جميل كلاعب عربي وحيد للمشاركة في ذلك الوقت ضمن نجوم العالم الذين يشاركون في مباراة خيرية لمحاربة سرطان الدم في مدينة جنوى الإيطالية، وقد تم اختيار عدد من اللاعبين العالميين السابقين أمثال خوليت الهولندي وجورج ويه اليبيري وماتيوس الألماني. نادي المائة خاض أحمد جميل أكثر من 500 مباراة مع ناديه الاتحاد خلال مشواره الرياضي الذي امتد ل 20 عاما، كان مثالا للاعب المميز في أخلاقه وانضباطه وولائه وحبه للشعار، بينما خاض مع المنتخب الوطني الأول أكثر من 135 مباراة دولية معتمدة ويعد من اللاعبين القلائل الذين تجاوزت مشاركتهم الدولية المائة مباراة. السطر الأخير كان من المقرر إقامة مهرجان اعتزال كبير يليق بمشوار السد العالي لنادي الاتحاد أحمد جميل بعد اعتزاله بسنة، حيث كان الترتيب مباراة بين نادي الاتحاد وفريق أسي ميلان في الشوط الأول وجوفنتوس في الشوط الثاني لم تقام، كما عاد موضوع تكريم أحمد جميل على السطح مرة أخرى على أن يلعب الاتحاد أمام ريال مدريد إلا أنه لم يقام، ولكن الترتيب المثير لإقامة اعتزال أحمد جميل خلال رئاسة منصور البلوي على أن يلعب الاتحاد أمام برشلونة ولكن أيضا لم يتم، ولكن الترتيب الأخير لإدارة إبراهيم علوان كان مع النادي التركي طرابزون كان هو الفاصل ليودع السد العالي الاتحاد الملاعب بصورة رسمية مساء اليوم. أجمل الأهداف يقول أحمد جميل «كثيرة هي المواقف العالقة في الذهن ولا تنسى، لكن سأذكر بعضها، فلا أنسى الهدف في مرمى كوريا الذي أهلنا إلى كأس العالم 1994 للمرة الأولى، وحصولنا على كأس آسيا مرتين وكأس الخليج للمرة الأولى في تاريخنا، ومشاركتي في كأس العالم، والمساهمة في تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال فرنسا 1998، وهدفي في مرمى الاتفاق في نهائي كأس الملك 1408ه، وحصولنا على أول بطولة خارجية مع فريقي الاتحاد، وهي بطولة كأس الخليج، وبعدها الحصول على أول بطولة آسيوية». وعلى الصعيد الشخصي، قال أحمد جميل بأن والده (رحمة الله عليه) طلب منه ترك الاتحاد عام 1987 بسبب عدم توفر له وظيفة بعد تخرجه من الثانوية الصناعية. وقال «تحدث والدي مع المسؤولين الاتحاديين وكان حريصا على ضمان مستقبلي وبالفعل تم التحاقي بشركة سمارك التي اندمجت بعد ذلك مع شركة أرامكو وعقب التحاقي بالعمل سمح لي والدي (يرحمه الله) بالعودة للاتحاد». كتاب السد العالي سيوزع كتاب السد العالي للمؤلف عثمان مالي مساء اليوم على الجماهير الحاضرة لمهرجان اعتزال أحمد جميل يحكي عن مسيرة اللاعب خلال ال 20 سنة التي قضاها في الملاعب السعودية منذ أن كان برعما في الاتحاد إلى أن اعتزل الكرة.