أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية في آخر أيام تداولاته الأربعاء مرتفعا ب 17 نقطة عند مستوى 6362 نقطة وبأقل من أعلى ارتفاع له بنحو 60 نقطة خلال هذا الأسبوع، والذي شهد أربع جلسات تداول من أصل خمس؛ نظرا إلى الإجازة التي منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكل الأجهزة الحكومية ضمن حزمة الأوامر الكريمة يوم الجمعة الماضي، والتي كانت بمثابة محفزات جوهرية انعكست إيجابا على السوق ورفعتها بقوة إلى ما فوق 6410 نقطة. ولوحظ أن التداولات خلال الأسبوع اتسمت بالإيجابية والاستقرار الواضح، الأمر الذي خفف من حدة التذبذبات وخلق تداولات مريحة لم تشهدها السوق سواء خلال هذه الفترة التي تشهد توترات سياسية في المنطقة وضبابية الأوضاع الاقتصادية العالمية جراء الأحداث غير العادية التي يشهدها العالم سياسيا واقتصاديا، والكوارث الطبيعية التي تعرضت لها اليابان، أو خلال الفترات الماضية التي كانت محاطة بالتحديات الاقتصادية الصعبة جراء الأزمة المالية في الولاياتالمتحدة وأزمة الديون السيادية في أوروبا. ويبدو أن المؤشر يسير في اتجاه إيجابي في ظل العوامل التي أشرنا إليها، إضافة إلى بعض العوامل الخارجية والمتعلقة باستمرار نمو الأسواق العالمية، الأمر الذي أسهم في استقرار مسار المؤشر ضمن مستويات 6300 نقطة مع دخول قوى شرائية واضحة واعتزام صناديق حكومية غربية الاستثمار في سوق الأسهم السعودية لما تتمتع به من عوامل مغرية وجاذبة للاستثمار كأقل الأسواق المالية مخاطر، وأفضلها من حيث المكررات الربحية حسب تصريحات مسؤولي الاستثمار في تلك الصناديق في النرويج وإسبانيا. وفنيا، نجح المؤشر في اختراق الضلع العلوي من المثلث الصاعد والذي يتميز عادة بأنه من النماذج التكميلية السلبية إذا ما تحقق كسر الضلع السفلي منه والواقع عند حدود 6300 نقطة تقريبا، مع وجود الضلع العلوي عند نقطة 6384 نقطة، وهذا ما يجعل التوقع بالمسار الإيجابي أقرب إلى التحقق رغم حالة الحيرة التي مرت فيها السوق عقب تحقيقها ارتفاعا قويا يوم الأحد الماضي تخطى مقاومات عدة ومقتربة من مقاومة عنيدة عند حدود 6422 نقطة. ولذا فإن تداولات الأسبوع المقبل ستكون محكا وفاصلا حقيقيا لتحديد المسار، إذ أن اختراق مقاومة 6384 ومن بعدها 6412 يجعل من نجاح تحقيق هدف النموذج الفني الذي تناولناه قويا وممكنا، حيث يتوقع أن يسير المؤشر بنفس السلوك إلى مقاومات تمتد من 6422 مرورا بمقاومة 6517 وحتى 6583 نقطة. أما في حال كسر المؤشر 6300 نقطة فإن هذا من شأنه أن يفشل نجاح النموذج الفني ويعكسه إلى اختبار دعم يبدأ من 6265 ثم 6220 وحتى 6119 نقطة.