هبط مؤشر سوق الأسهم السعودية في تداولات أمس بصورة شبه حادة، وفقد 88 نقطة وبقيمة تداول قدرها 5.38 مليار ريال، ظهر خلالها بوضوح تدافع معظم المتداولين بالبيع خشية تفاقم الأوضاع بعدما كسر سهم سابك حاجز 90 ريالا، وفقد تماسكه معظم فترات الجلسة على سعر 90.5 ريال، الأمر الذي أدى إلى أن يكسر فيها مؤشر السوق عدة نقاط دعم، لم يكن يفترض كسرها، كي لا يعود المؤشر إلى كسر حاجز 6000 نقطة. بيد أن هذا الهبوط قد لا يعتد به من الناحية الفنية لأنه يعتبر هبوطا عارضا نتيجة حدوث عمليات جني أرباح حادة على الكثير من الأسهم التي طالتها موجة ارتفاعات حادة في الفترة السابقة، فيما يمكن التكهن بأن سابك ونتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية في الدول الصناعية وبالشكل الذي أحدث انكماشا في الطلب على منتجات النفط والبتروكيماويات خلال الأشهر الثلاثة الماضية قد يؤدي إلى هبوط سعر السهم إلى نقاط دعم قد تصل إلى مستويات 85.5 ريالا، هذا في حال واصل السهم اقتفاءه لتدني أسعار النفط، وعدم ظهور بيانات اقتصادية من شأنها أن تعيد التفاؤل بتحسن مستويات الطلب. ومن المحتمل أن يختبر سهم سابك دعما قريبا وهو 88.75 ريال، ولا يبدو أن هذا الدعم من القوة التي من شأنها أن تعيد للسهم جاذبيته للشراء فهناك المزيد من نقاط الدعم الأولية التي لو كسرت فإنها ستؤكد مسار السهم إلى سعر 85.5 ريال، مالم تحدث مفاجآت أخرى قد تجبر السهم إلى المزيد من الهبوط. ومبدئيا فإن تماسك السهم من سعر 87.5 ريال أو عدم ملامسته لهذا السعر سيكون عاملا للتحول الإيجابي له. وما زالت الأسواق الاوربية تعاني من تداعيات أزمة الديون اليونانية، خصوصا بعدما أعلنت اليونان عدم قدرتها على الالتزام بمستوى العجز في الموازنة الذي حدده الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في إطار خطة الإنقاذ الخاصة باليونان. حيث أدى ذلك الإعلان إلى تهاوي الأسواق الأوروبية وخسرت فيها المؤشرات الألمانية والفرنسية والإيطالية والبريطانية الأمر الذي أحدث زلزالا خفيفا بالأسواق العالمية والذي يحتمل أن يلقي أيضا بظلاله على افتتاح أول الأسبوع على الأسواق الأمريكية والتي تعاني أيضا من مشاكل مالية معروفة. وفي انتظار ما ستسفر عنه اجتماعات الترويكا الأوروبية يوم غد والذي على ضوء نتائجها سيتحدد على ضوئه مسألة الإفراج عن الدفعة السادسة من المساعدات في إطار خطة الإنقاذ الأولى، والبالغة ثمانية مليارات يورو، طبقا لما أكده الاثنين نائب وزير المالية اليوناني. لذا من المحتمل أن تدخل السوق في مرحلة تخفيف حدة الهبوط الذي حدث بالأمس وقد ترتد من 6015 نقطة، وتشكل موجة صاعدة لاختبار مقاومة 6067 نقطة حيث سيكون تجاوز هذه المقاومة وبدعم من الأسهم القيادية أمرا جيدا يؤهله للعودة لمستويات 6119 نقطة والتي على ضوئها سيتحدد مسار المؤشر للفترة المقبلة، وهل سيرتد إلى أعلى المستويات 6153 ثم 6220 أم أنه سيجبر على اختبار دعوم قد تصل إلى 5941 نقطة .