أعود مرة أخرى لاستكمل السلسلة التي بدأتها تحت عنوان (إعلامنا التربوي آخر من يعلم) سمو الأمير نحن نعيش في عصر العولمة ومحاطون بكل المغريات الإلكترونية وهنا تكمن أهمية الإعلام التربوي فهناك يا سمو الأمير سؤال ملح لكل مشتغل بالشأن التربوي وكل مطلع بالهم الثقافي ذلك السؤال هو: هل تمضي نوعية الإعداد والاستعداد للأجيال القادمة من النواحي التربوية والتعليمية والإعلامية في الإطار الصحيح نحو الهدف المرسوم والغاية المنشودة؟، إن الهوة باتت تفضح هشاشة البنية الثقافية للإعلام عامة، والإعلام المدرسي خاصة هذا الإعلام الذي فرض أشكالا تقليدية خالية من المضمون الجيد والأداء المؤثر؛ لذلك جاء الإنتاج الإعلامي في معظم صوره هزيلا لا يقوى على الصمود أمام تحديات الواقع وسطحيا في الوفاء بالتزاماته الثقافية والتربوية نحو مجتمعه وبمتابعة جيدة لبنود السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية سنعرف أن النهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين ومعالجة مشكلاتهم الاجتماعية وغير الاجتماعية من أبرز خطوط تلك السياسة الإعلامية للدولة الرشيدة، ومن منطلق الوفاء بميثاق مهنة الإعلام السامية لا يسعنا إلا أن نكون أداة توجيه وإصلاح حقيقي متتبعين أهدافنا المعرفية والثقافية من أجل تأمين مناخ ثقافي سليم يعيش فيه المجتمع التربوي بين ربوع العلم والمعرفة لا تشوبه الضبابية ولا تنعدم فيه الرؤية الصحيحة، بل يصبح قادرا على قول كلمة الحق وإرساء قواعد الصدق والحقيقة وذلك بالدعوة إلى التعامل من خلالالبعد الأخلاقي الذي نحن في أمس الحاجة إليه لتربية أجيالنا؛ فلماذا لا يلتزم بها إعلامنا التربوي لاسيما في الميدان تحقيقا لأهدافنا التربوية؟ بغية تأصيل قيمنا الإسلامية الثمينة وترسيخ تقاليدنا العربية الكريمة والحفاظ على عاداتنا الخيرة الموروثة، والتي لا يمكن أن تتمثل على أرض الواقع إلا من خلال التثقيف والتوجيه واستبعاد أي إنتاج لا يرتقي بعقول أبنائنا، وأن نعلمهم كيف يكون الإنسان حرا ومسؤولا في وقت واحد، وعودة لوحدة الإعلام التربوي والدور الذي يجب أن تقوم به يا سمو الأمير هل يعقل أن تستمر وتنتج وتبدع وتنجز ميدانيا وحدة بهذا الحجم بلا دعم وبلا ميزانية وبلا متابعة ولا كوادر بشرية مؤهلة؟ وحتى عندما صدر القرار بتحديد الملاكات الذي انتظرناه طويلا كان العدد مخيبا لتحقيق طموحاتنا، فالترشيح في وحدة الإعلام التربوي لا بد أن يعتمد وفق معايير قد تكون مختلفة عن باقي الإدارات نظرا لعدم وجود متخصصات على الأقل حتى الآن، كما أنه لم تتبلور نوعية نشاطها ومهامها التي تقوم بها بالصورة الصحيحة ولم تحدد معايير في كيفية ترشيح الكوادر البشرية ولم يتم تحديد مسميات للوظائف، وبالتأكيد لن ننسى تخبط الموظفات في تحديد مسماهن فهل هي مشرفة إعلام، أم منسقة، أم عضو، أم ماذا؟.. ونستكمل في المقال القادم بإذن الله.