أعود مرة أخرى لأستكمل السلسلة التي بدأتها تحت عنوان (إعلامنا التربوي آخر من يعلم) سمو الوزير عندما اطلعت على موقع مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم هالني ما قرأت عن دور الإعلام، فهذا المشروع الرائد والوطني والمنفذ منذ عام 1428ه لا نعلم عنه شيئا إلا من خلال الموقع فما دور الإعلام الفعلي تجاه نشر برامجه واستعداداته وتطوراته والصعوبات التي تواجهه والجهود المبذولة لإنجاحه، ولماذا مازلنا نطالب بأن يكون لنا دور؟، هل يجب أن نناضل ليسمع صوتنا ؟، ولماذا نفاجأ بأن هناك قرارات أو لقاءات أو برامج تطويرية أو مشاريع تربوية أو تعديل في المناهج والمقررات أو تجارب أو.. أو، ونحن آخر من يعلم، أليس من المفترض أن يكون الإعلام هو الجهة المساندة والمدعمة !؟، ألا يفترض أن يعلم، ولن أقول أول من يعلم؟، أليس هو وسيلة للتوعية ونشر الثقافة ؟، سؤال مازال يشغلني رغم مرور سنوات ولم أجد من يجيبني عليه؛ ففي المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية الذي عقد في منطقة الرياض عام 1428ه قدمت وحدة الإعلام في محافظة جدة 3 أوراق عمل وفق الضوابط والشروط، ورغم ذلك لم تقبل أي منهم، وتمت مخاطبة الجهة المسؤولة رسميا، لأن من أبسط حقوقنا أن نعرف ما نوع وماهية تقصيرنا لنعالجه وحتى يمكننا المشاركة في مؤتمرات قادمة، وعدنا وأرسلنا خطابا طرحنا فيه بعض المعوقات والمقترحات عن المؤتمر؟، وكيف ومتى ستطبق توصياته ؟، ولكن لا حياة لمن تنادي، سمو الأمير قررت أن أعيد محاولاتي للمرة العاشرة بعد المائة ليسمعني كائن من كان، وعندما حظيت في المؤتمر بلقاء إحدى القيادات وناقشتها عما تواجهه وحدة الإعلام من صعوبات طلب مني أن أوضح المعوقات والحلول المقترحة في خطاب، وسعدت بهذا الطلب. فأخيرا وجدت من يسمعني، ولكني فوجئت بعد أيام بالتحقيق معي وتوجيه اللوم وطبعا شفهيا لأني تجاوزت رؤسائي رغم أن ذلك لم يحدث، وتمنيت لو ناقشوني في صلب الموضوع وأهميته وكيفية تذليل المعوقات لهان علي الأمر؟ فما الحل ؟، سمو الوزير إن الحياة رحلة لتحقيق الأهداف، وليست وجهة نصلها ونستقر فيها.. فالهدف من النجاح هو مواصلة بذر الأهداف في حقول الحياة، والسعي إلى تنميتها لجني الثمار، ولأن الحياة في تغير دائم؛ فإن الأهداف أيضا تتغير فملاحظة النجاح تشبه التصويب باتجاه أهداف متحركة، ما أن تصيب هدفا حتى تتوالد أهداف أخرى، وهكذا يستمر انبثاق التحديات ويتواصل سعينا لتحقيقها، ولكن كيف لنا ذلك في غياب الإعلام الحر والمسؤول ؟، كيف يعيش مع لغة التشديد التي تواجهه بتقنين إجراء حوارات ولقاءات وتبني قضايا تمس وتلمس معاناة معلماتنا وطالباتنا ؟، وكيف ننادي بالحوار ونحن نرفض وجهات النظر فمن حق أي كائن الحديث عن واقع يعيشه مادام لا يخرج عن إطار تربوي وهادف، ولماذا نماطل في الرد على الاستفسارات الواردة وأحيانا نتحفظ عليها، ولماذا نحدد توجيه الدعوة لمطبوعات بعينها ونريد أن نملي على الإعلاميين ما يكتبونه ومالا يكتبونه، وأحيانا يتم إقصاؤهم من ساحاتنا التربوية ؟، وكيف تحجم صلاحية وحدة كاملة الأهلية تتحمل مسؤولية عملها ؟؛ فإما أن تكون أو لا تكون، سمو الأمير نحن نجتهد كإعلام تربوي مسؤول؛ لتكون لنا بصمة أداء مهمة تتجلى بالصورة اللائقة، ونعي تماما بأنها مسؤولية وأمانة عظيمة نسأل الله سبحانه أن يعيننا على أدائها .. ونستكمل في المقال القادم بإذن الله.