أكد كل من الكابتن عبدالحميد حميد الجحدلي، أحد القيادات في الخطوط السعودية، إبان فترة تولي الكابتن أحمد مطر رحمه الله رئاستها، وعبدالله عبدالعزيز النويصر، أن الفقيد أحمد مطر حقق إنجازات كبيرة للخطوط السعودية، اعترفت بها المنظمات والهيئات المتخصصة. وقال الجحدلي «الفقيد كان يتميز بعدة صفات، يعجز المرء عن حصرها في أشياء محددة، اهتمامه بالناس والموظفين كان شغله الشاغل، شاركهم مناسباتهم في الأفراح والأتراح». ومضى يقول «أحدث الفقيد نقلة كبيرة في الخطوط السعودية، أكبر بعثات طلابية للتدريب في الطيران كانت في فترة إدارته للخطوط السعودية، إذ ابتعث أكثر من 800 طالب في قسم الصيانة خلاف الأقسام الأخرى، مشيراً إلى أنه ساعد القيادات الشابة في رئاسة العديد من اللجان الدولية في مجالات عديدة في الطيران». وأضاف: كان مكتبه مفتوحاً دائماً، ويتقبل النقد بشكل شفاف، تبنى الاهتمام بمواعيد إقلاع الرحلات المجدولة، وكان يشدد على الالتزام بالموعد المحدد للإقلاع. وزاد: الفقيد يتميز بتواضعه وابتسامته الدائمة، وتعامله الراقي مع جميع الموظفين والجمهور بشكل عام، إذ يحرص على زيارة المطار والتواجد في صالات السفر ويتابع إجراءات الحجز ومغادرة ووصول الرحلات، ويزور المحطات التابعة للخطوط ويلتقي بالموظفين ويستمع إلى شكاويهم وآرائهم ومقترحاتهم. من جانبه قال عبدالله بن عبدالعزيز النويصر «عرفنا الفقيد طيارا، حلق لسنوات عديدة في سماوات الكرة الأرضية ببراعة مشهودة، كان النبوغ من سماته، بعد مشوار طويل رأت القيادة أن يواصل تحليقه على الأرض أيضاً وأولته الثقة، وباشر المهمة بكل ثقة وتمكن واقتدار، وحقق على مدى عقد ونيف إنجازات للمرفق الذي يديره، اعترفت بها المنظمات والهيئات المتخصصة، ورأس العديد من مساعديه لجانا حيوية ومهمة في تلك الهيئات والمنظمات، وكانت لهم البصمات البارزة على مدى سنوات، بفضل دعمه وتشجيعه لهم والإمكانات التي يملكونها، وقد استغلها لمصلحة الجهاز الذي يديره ولمصلحة سمعة الوطن الذي يمثله. وأضاف حظي بمحبة جارفة من جميع زملائه في العمل، وكل من يعرفه وتعامل معه، كان سباقا للمناسبات الاجتماعية، لا فرق عنده بين كبير وصغير، كان يقطع المسافات، ويتحمل الجهد من أجل أداء ما يراه واجبا تجاه كل من يعرفه، وكان يوصيني بأن أخبره عن أى مناسبة قد لا يكون علم بها ليؤدي ما يراه واجباً، كان يستقبل زواره بترحاب شديد ويحرص على توديعهم عند باب منزله إمعاناً في التقدير والاحترام، وعندما تقاعد قبل 19عاماً كتب عنه ما لم يكتب عن سواه من عبارات الثناء والتقدير. وزاد علمت عن طريق الصدفة بأنه كان يبعث شهرياً كميات من التموين الغذائي والكسوة لعدد من الفقراء والمساكين، ويؤكد على من يوصلها إليهم بعدم ذكر اسمه لهم، لأن عمله هذا لوجه الله تعالى فقط. وقال: وجدت فيه الأخ والصديق والحبيب على مدى أكثر من 30 عاماً لم تنقطع العلاقة بيننا أبداً.. وكنا على تواصل شبه أسبوعي على مدى تلك السنوات، مع ازدياد حميمية هذه العلاقة حتى عندما اختار السكن في الإمارات العربية المتحدة للإشراف على دراسة بناته، وكان شديد التعلق بهن لدرجة أنه تحمل الغربة من أجل مستقبلهن. واستطرد قائلا: إذا كانت أسرته وأصدقاؤه وزملاؤه ومحبوه فقدوا برحيله رجلا استحق بكل جدارة هذه المحبة الكبيرة، فإن الوطن فقد برحيله مواطناً شريفاً ومخلصاً، أحب القيادة والوطن بكل صدق وأمانة وإخلاص، وحقق الكثير من الإنجازات في الخطوط السعودية التي كان يديرها بمهارة وتفوق حتى غدت تنافس كبرى شركات النقل الجوي في العالم. رحم الله الأخ والصديق والحبيب الكابتن أحمد خليفة مطر والدعاء الحار والصادق له بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته.. والعزاء لزوجته الكريمة ولبناته ولكل أسرته ومعارفه وزملائه.. ونقول صبراً جميلا وإنا لله وإنا إليه راجعون.