عندما تلقيت الإشارة عبر رسالة على الهاتف بوفاة الكابتن أحمد مطر لم أملك وملء العين دمع إلا أن أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وليرحمك الله يا من كنت للجميع الصديق الوفي والحبيب الذي لا ينقطع عن زيارة، أو اتصال بالهاتف للاطمئنان على صحة وحال أصدقائه وهم كثر استطاع أن يكسب محبتهم، مثلما نال رضا الجميع عندما كان على رأس الهرم في مؤسسة الخطوط الجوية السعودية. فالكل يشهد أن السنوات التي كان فيها الكابتن مطر عليه رحمة الله، المدير العام للخطوط الجوية السعودية كانت أزهى السنوات من عمر المؤسسة بما وصلت إليه من نجاح بحسن إدارته ودماثة أخلاقه، وكريم خصاله، وتوفقه في اختيار أصحاب الكفاءات المتميزة للعمل معه، ومتابعته شخصيا لأحوال الموظفين والصغار منهم خاصة ورعاية الجميع، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم. لقد شغل الكابتن أحمد مطر، من قبل أن يتعين مديرا لمؤسسة الخطوط الجوية، العديد من المناصب التي رصدتها «عكاظ»، في ما تضمنه النعي الذي نشر بعدد الجمعة أمس الأول وقد جاء فيه: إنه أول طيار سعودي يحصل على شهادة التخصص في طائرات دي سي (9)، وعين مدرسا لطائرات البوينج عام 1970م. وتضيف «عكاظ»: ويعتبر الكابتن مطر المدير السادس في سلسلة مديري الخطوط السعودية، وكان قبلها يشغل منصب نائب المدير العام لشؤون العمليات، وقاد مطر إدارة المؤسسة بنجاح لمدة 14 عاما حتى طلبه التقاعد في العام 1414ه. ومن خلال عمله كطيار، وتوليه منصب نائب المدير العام استوعب ما تتطلبه الخطوط في إدارتها.. وما يتطلع إليه موظفوها من احتياجات، وما يطالب به عملاء الخطوط من الركاب والمؤسسات التي لها مصالح مع الخطوط الجوية. لذا لم يكن صعبا حال تسلمه منصب المدير العام أن يجند من الكفاءات فريق عمل لمساعدته على تحقيق التطلعات وإنجاز المطالب، والتجاوب مع كل رأي صالح أو خطة فاعلة للارتقاء بمستوى أداء الخطوط الجوية في الأرض أو بالجو، كما كان الكابتن رحمه الله وفق ما ذكرت البلاد بعدد يوم الجمعة أمس الأول: إن الكابتن مطر أحد الشخصيات البارزة التي قدمت الكثير من الخدمات لدينه ومليكه ووطنه وحظي بالتقدير من الجميع، كما اعتبرت الفترة التي تقلد فيها الكابتن أحمد مطر منصب مدير عام الخطوط هي الفترة الذهبية التي كانت فيها الخطوط الجوية في أوج ازدهارها ونجاحها رغم التنافس الشرس بين شركات الطيران العربية، ويعود ذلك النجاح للممارسة والخبرة والحنكة القيادية التي كان يتمتع بها الكابتن مطر والتي ساعدته على النجاح بحسن اختياره للفريق الذي عمل معه، إضافة إلى أنه كان يراعي جميع العاملين من صغار الموظفين ويعتبرهم بمثابة أبنائه. ومن شواهد صدق محبة موظفي الخطوط السعودية الذين عملوا معه، أو الأصدقاء الذين يحملون له تقديرا بالغا لكريم مودته تزاحم زواره بمنزله مساء كل يوم ثلاثاء لتبادل الأحاديث والإعراب عن وفائهم له وعميق المحبة التي يكنونها لمعاليه رحمه الله. وفي تقديري ومن خلال ما أعرفه عنه أنه من القلائل الذين لم يصبهم الغرور، ولم تختلف علاقته بالجميع بعدما اعتلى المنصب وإنما ظل على تواضعه الجم، وأدبه المثالي في التعامل مع من يعرف ومن لا يعرف، الأمر الذي أسكن محبته في قلوب الجميع والشاهد على ذلك الجمع الأكبر الذي توافد لتشييع جثمانه والصلاة عليه، ثم مواراته الثرى وقد سأل الجميع رب العباد العفو الكريم أن يمن عليه بالغفران ويسكنه جنات النعيم. ولئن كان شهود التشييع عددا لا يحصى من المحبين، فإن الذين توافدوا لتقديم العزاء لأسرته الليالي التالية في منزله بالمساء أكثر وأكثر، وأكثر. رحم الله الكابتن أحمد مطر وتقبله مع عباده الأخيار، وأسكنه الجنة في دار القرار وصادق العزاء لأسرته وجميع محبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة