أكد ل«عكاظ» مفتي عام المملكة وأعضاء هيئة كبار العلماء وأمينها العام أن دعم خادم الحرمين الشريفين لهيئة كبار العلماء ولما يخدم الشريعة ليس مستغربا، وأوضحوا أن الأوامر الملكية التي صدرت أمس الأول تؤكد مدى عمق العلاقة بين القيادة والعلماء بشكل خاص، مشيرين إلى أن ذلك يجعل أعداء هذه البلاد يزدادون حرقة بهذه اللحمة المتينة، نظرا لأنه يفوت الفرصة عليهم ويمنعهم من تمرير مخططاتهم الخبيثة. وبينوا أن استحداث فروع لإدارة البحوث العلمية والإفتاء يزيد من تواصل العلماء مع الشعب كافة ويلبي احتياجاتهم، كما يسهم في تخفيف الضغط على أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء ويفرغهم للقضايا التي تحال إليهم. وشددوا على أن هذا الدعم الملكي يسهم في مساعدة أعضاء اللجنة الدائمة وتخفيف التزاحم على الفتوى لديهم لا سيما كونهم في منطقة واحدة، وأكدوا أن الملك عبدالله حمل العلماء وطلاب العلم مسؤولية كبيرة لبيان الفتوى وسد حاجة الناس لها، وأنه لا عذر للمقصرين في ذلك. ولفتوا إلى أن الدعم المادي والمعنوي والوظيفي الذي جاءت به الأوامر الملكية تسهم في زيادة كفاءة أداء الهيئة ومواكبتها للعصر وحاجة الناس المتزايدة لفتوى أهل العلم المعتبرين، كما يسهم في تقوية عمل الهيئة حين التصدي للقضايا الكبار التي تستعرض على طاولتها كل اجتماع. أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن النفوس سرت بهذا اليوم، فكان فرحا عظيما بهذه الأوامر، سائلا الله أن يجعلها نعمة دائمة على الخير والتقوى. وأضاف «ليس هناك مواطن إلا وابتهج بهذه النعمة، يشكر الله عليها ويدعو لولاة أمره». وشدد على أنه «يجب عدم الإصغاء للأعداء المغرضين الحاقدين الذين يحترقون برؤية هذا التلاحم بين ولاة الأمور والعلماء ». تشجيع للعلماء وشدد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن حميد على أن أوامر خادم الحرمين وكلمته التي وجهها أمس تشجيع للعلماء والمواطنين على أداء دورهم. وقال إن الأوامر الملكية شملت كافة طبقات المجتمع وتضمنت الثناء على جهود العلماء ودعمت الجمعيات الخيرية وحلقات القرآن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل ما يتعلق بتحسين معيشة المواطن. وأضاف «يوضح لنا هذا تقدير المواطن لولاة أمره ووطنه واحترام ثوابت الوطن التي تقوم عليه الدولة، فنحن لا نحتاج لمحن لتثبت الولاء ولكن تربص الأعداء ومحاولات الفتن أثبتت أن القيادة لها مكانتها والشعب له وعيه لا يستفز بأي مستفزات، وهو قائم على الولاء الحقيقي والسمع والطاعة وخدمة الوطن والحرص والخوف عليه وحمايته». وزاد «لا شك أن العلماء يثمنون اللفتة من المقام الكريم، والتلاحم والارتباط دأب الدولة السعودية في كل مراحلها واستراتيجيتها من تاريخ طويل». وأوضح أن فتح فروع لإدارات البحوث العلمية والإفتاء يسهم في زيادة تواصل العلماء مع الشعب عموما وتعزيز التوعية الإسلامية والتواصل والإفتاء والتوجيه والإرشاد. كريم الخصال والمحبة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ أكد أن الأوامر الملكية تدل على كريم الخصال والمحبة الصادقة لخادم الحرمين الشريفين، ومدى استشعار ولي أمرنا وولاة أمورنا بمواطنيهم ومجتمعهم والبحث عما هو أصلح وأنفع في الدين والدنيا. ولاحظ آل الشيخ أن الأوامر جاءت شاملة لجوانب عدة من حياة الناس المادية والجانب المعنوي والتربوي الذي يوجه الناس لما فيه الأمثل والأصلح. وقال «المواطنون استشعروا محبة مليكهم التي دل عليها الحديث الشريف (خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم)»، مشيرا إلى أن «هذا المعنى ملحوظ في واقع حياتنا التي نعيشها حيث إن الناس يحبون الملك ويدعون له ولسمو ولي عهده ولسمو النائب الثاني ورموز هذه الدولة أيضا، وكذلك فالملك يبادلهم هذا الشعور». وأضاف «نعمة من الله تعالى من بها علينا أن جمع القلوب على التقوى، فنحن نعيش في خضم الفتن ونجد أيضا أن المجتمع رجاع إلى الحق ومتمسك بأصول دينه وعقيدته في اجتماع الكلمة وتفويت الفرصة على كل صاحب فتنة وشر يريد أن يمس هذه الراية بسوء، فهم فوتوا على الأعداء هذه الفرصة بأن أبرزوا للعالم لحمة تاريخية تبقى ما بقي الشرفاء والكرماء وتدل على أن المحبة ضاربة في عمق التاريخ بعبقها العطر، كل منا يتباشر بالخير ويدعو في هذه الساعة المباركة أن يوفق الله مليكنا ولا يريه مكروها ويزيده توفيقا وسدادا ومحبة ويدفع عنا مكر كل ذي شر ». وعن الأوامر الصادرة بشأن هيئة كبار العلماء قال آل الشيخ «لا شك أن الملك عبدالله بهذا التوجيه الكريم يساعد في حل كثير من الإشكالات والتزاحم على الفتوى في مكان ومجموعة واحدة ويفتح مجالات ليشارك الجميع من أهل العلم وطلاب العلم ممن تأهلوا وكانوا مؤهلين للإفتاء ليخدموا دينهم ووطنهم للقيام بهذه المهمة في المناطق المختلفة». وزاد «هذا يدل على حس وشعور الملك عبدالله بأهمية الفتوى ودورها في حياة المجتمع المسلم فهو القائد المسلم الذي حمل شرف خدمة الحرمين ولواء الإسلام وينافح عنه وهو يستشعر أهمية الفتوى في حياة الناس، وما هذه إلا خطوات لإيجاد مراجع الفتوى المضمونة التي يثق بها الناس وتساعدهم». وفي ما يتعلق بإنشاء المجمع الفقهي السعودي، أوضح عضو هيئة كبار العلماء أن ذلك يعد «لبنة بناء عهدناه من ملكنا منذ أن تولى وهو يضع اللبنات تلو الأخرى في بناء هذه الأمة بناء متكاملا ومنها تهيئة طلاب العلم القادرين في المستقبل على تسنم المناصب الشرعية لخدمة دينهم ووطنهم»، مضيفا «هذه الأوامر الكريمة جاءت شاملة زكية الرائحة عطرت سماء جمعة الوفاء لشعب الوفاء». وعن من قال إن الكليات الشرعية لا تصلح لسوق العمل رد آل الشيخ قائلا «من قال ذلك لا يدرك هذا الأمر ولا يستوعب أهمية الكليات الشرعية ودورها في تخريج الكوادر العلمية القادرة على تأدية دورها في حياة الناس من الدعوة والإفتاء وفي منبر الجمعة والقضاء والاستشارات الشرعية وغيرها من المهمات التي تتطلب أن يكون القائم بها تتوافر فيه الأهلية الشرعية، ونحن نلحظ كلياتنا الشرعية تخرج ولازالت الوظائف التي تحتاج لهذه التخصصات في تزايد لأن المملكة دولة مسلمة دستورها الشرع الحكيم المستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم». مراقبة الله وقال عضو هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي «من فضل الله على هذه البلاد أن هيأ الله لها من يتولى أمرها بمراقبة الله واتباع شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح»، مبينا أن الأوامر الملكية جاءت حرصا من ولي الأمر على مصلحة الوطن والمواطن وتقديرا منه لولائهم وحبهم له والتزامهم بما ألزمهم به من الطاعة، ثم إنها نعمة وفضل من الله تعالى نشكره عليها. وأضاف «هذه الأوامر كما رأيناها في الواقع استكمال وإتمام لما نهجته الدولة من قبل في خططها وبرامجها للرقي بمستوى معيشة المواطن وتوفير الحياة الكريمة له ومزيد من الخير، كما تدل على عمق تلمس حاجات المجتمع في مختلف الجوانب وهي بمثابة إيجاد الحلول المناسبة». ورأى الحكمي أن تشكيل لجنة لحماية النزاهة ترتبط مباشرة بالملك، يوضح أن ولي الأمر مدرك أن الدولة تنفق وتفتتح المشاريع المختلفة وتسعى لما يصلح حال المواطن في حين أن هناك تفريطا وفسادا ماليا وإداريا من بعض الجهات المنفذة، مؤكدا أن هذا الأمر سيحد من هذه الظاهرة. وفي شأن الاهتمام بالعلماء والفتوى أوضح الحكمي أن هذا جانب مهم من الجوانب التي تهتم بها الدولة «أهم الجوانب التي بنيت عليها الدولة الحكم بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن تطبيق شرع الله والالتزام به في حياة الناس إلا بالاهتمام بالعلماء وأهل العلم الشرعي، ليس لأشخاصهم وإنما عناية بشريعة الله تعالى». وزاد «من هنا بكل تأكيد يجب على كل طالب علم أن يقدر هذه المواقف بحيث يستشعر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، فالملك لم يدع لنا عذرا في قول كلمة الحق بوسطية واعتدال، وكذلك في تبليغ الناس دين الله وإعانة الدولة على إقامة شرع الله في الأرض، فولي الأمر كلف العلماء بمسؤولية عظيمة». وأضاف «الملك عبدالله حمى في نفس الوقت من يقولون كلمة الحق من التطاول وممن لا يقدرون قدر العلم وأهله، وفي هذا رد قوي أيضا على المغرضين الذين يتكلمون في ولاة الأمر والعلماء الذين يقولون ما يعتقدونه أنه الحق». وأشار إلى أن المغرضين الذين ينبزون العلماء ويقولون إنهم علماء سلطة ليرضوا الحاكم لا يعلمون أن ولي أمرنا يسوؤه أن يقول العالم كلمة لإرضائه، فهيئة كبار العلماء تشرف بهذه المسؤولية لبيان حاجة الناس، وهي لا تقول في فتاواها ومحاضراتها شيئا لإرضاء الناس وإنما ما يعتقده أعضاؤها أنه الحق. وأضاف «هيئة كبار العلماء لا يأخذون مقابلا ماديا ولا يطلبون ولا ينتظرون ذلك أبدا ولو نظرت إلى القائمة ستجدهم أن بعضهم لديه مهمات أساسية ورئيسة ومهمة في الدولة ووظائف أخرى يأخذون رواتب مثل غيرهم من أصحاب المناصب الكبيرة في الدولة، ومنهم من ليس مرتبطا بوظائف وهم متقاعدون ومع هذا لا يأخذون شيئا ولا يطلبونه، فالعلماء يقولون عن مسؤولية ولا يرجون إرضاء أحد إلا الله وإعانة ولي الأمر على طاعة الله وتنفيذ حكم الله في الأرض». دعم مادي ومعنوي أمين هيئة كبار العلماء الدكتور فهد الماجد قال «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خاطبنا بكلمته وأفرحنا بأوامره فالكلمة كلها ود والأوامر كلها خير وحكمة أفاءت بظلها رحاب الوطن وعمت بخيرها أفراد الشعب ونحن في هيئة كبار العلماء لا يسعنا إلا أن نشكر الله تعالى أولا ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين». وأضاف «نالت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء حظها من الدعم المادي والوظيفي مما يمكنها من رفع كفاءتها وأدائها، وأيضا نالت هيئة كبار العلماء الدعم المعنوي الكبير ما يسهم وبقوة في أداء رسالتها الاجتماعية السامية، ونسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه».