من الملاحظ في الوقت الحديث، أن غالبية الناس يعانون من شعور مفاجئ بألم في الرأس بين الحين والآخر بنسبة تجاوز 90 في المائة على مستوى العالم، ويختفي عادة بشكل تلقائي في غضون ساعات بسيطة. ومعظم أوجاع الرأس ليست خطيرة بطبيعتها، والنساء يعتبرن أكثر إصابة بهذا النوع من الصداع بنسبة قد تصل إلى 63.9 في المائة نتيجة التغييرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة الحيض. واتفق الباحثون على أن العوامل البيئية والسيكولوجية والفسيولوجية والغذائية قد تكون أسبابا غير مباشرة في الإصابة بالصداع بشكل عام. قام أطباء من جامعة طب كاليفورنيا في أمريكا بتصنيف أوجاع الرأس إلى أربعة أنواع مختلفة، وهي: صداع التوتر، ويعتقد الأطباء أن هذا الصداع قد ينتج عن تشنج في عضلات فروة الرأس وحدوث شد في الجبهة يمتد إلى خلف الرقبة، مصحوبا برغبة في الغثيان لكن بدون حدوث قيء. وبوجه عام يصيب «صداع التوتر» النساء أكثر من الرجال لأسباب سيكولوجية ونفسية، ويحث على هذا الصداع التعرض للإجهاد الذهني والبدني، والضجيج، والاضطرابات النفسية والجلوس في وضعية خاطئة أو إبقاء الرأس لفترة طويلة في وضعية معين خاصة أثناء الأعمال الكتابية واستخدام الحاسب الآلي لفترات طويلة، وفي العادة يستجيب هذا الصداع للعلاج بالاسترخاء والمسكنات العادية. النوع الثاني هو الصداع العنقودي، حيث أشارت الإحصائيات الحديثة إلى أن هذا النوع من الصداع يصيب الرجال أكثر من النساء بنسبة تتراوح ما بين 15.8 في المائة إلى 21.3 في المائة، وبالأخص أثناء الليل حيث يستيقظ المصاب على نوبة شديدة من الصداع مصاحبة بحدوث ألم مبرح في إحدى العينين والتي تدوم ما بين 15 و30 دقيقة، مع احتمال تكرار حدوثها إلى أربع مرات في اليوم، كما أنه يمكن أن يفاقم التدخين من خطر الإصابة بالصداع العنقودي. النوع الثالث هو الصداع النصفي، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم ممن هم تحت سن الثلاثين، وقد عزا الباحثون الإصابة بهذا النوع من الصداع إلى اتساع بعض الأوعية الدموية وضيق بعض الشرايين. وسنعرض في مقال آخر الأسباب الشائعة المسببة للصداع وطرق الوقاية والعلاج منه. د. أحمد عبد المنعم استشاري طب الأسرة