أعاد المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الذي اختتم في إسطنبول البارحة، موضوع توسط مكةالمكرمة لليابسة للمناقشة مرة، بعد أن طرح أستاذ العمارة في كلية الآثار في جامعة القاهرة الدكتور يحيى وزيري. واستخدم وزيري لإثبات توسط مكة لليابسة برنامجي «قوقل إرث»، و«قبلة لوكاتور»، اللذين يعتمدان على صور الأقمار الصناعية للكرة الأرضية، وصمم الثاني لتحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية من أي نقطة على سطح الكرة الأرضية، كما يحدد بدقة المسافة بين أي نقطة على الكرة الأرضية. واعتبر وزيري، العضو في اتحاد الآثاريين العرب، أن مكة بمثابة لأربع دوائر، كل واحدة تمر بها بحد معين من حدود اليابسة، وكذلك المراكز الجغرافية لقارات العالم الجديد، وهو ما يوضح الحكمة الإلهية من اختيارها لتكون قبلة ومكانا لحج المسلمين، لذلك أسماها الله تعالى في كتابه ب «أم القرى». وأوضح وزيري أن واحدا من العلماء الغربيين البروفيسور النمساوي أروند كيسرنج طالب بأن يكون خط طول مكة هو خط التوقيت العالمي بدلا من جرينتش. وعرض وزيري أقوالا لعلماء الأمة ومفسريها في ذلك، ففي قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم وسطا) يقول القرطبي في تفسيره: وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطا، أما ابن عطية فيقول: أم القرى سميت بذلك لأربعة وجوه، منها: أنها منشأ الدين والشرع، وما روي من أن الأرض دحيت، وأنها وسط الأرض وكالنقطة أي مركز القرى، وأنها قبلة كل قرية، ويقول أبو حيان في تفسيره لقوله تعالى: (ولتنذر أم القرى): بأن أم القرى مكة وسميت بذلك لأنها منشأ الدين ودحو الأرض منها، ولأنها وسط الأرض، ولكونها قبلة وموضع الحج ومكان أول بيت وضع للناس، ويقول النسفي: وسميت أم القرى لأنها سرة الأرض.