السؤال البسيط المباشر الذي يطرحه المواطن هو كيف يمكن أن أرى حديث التنمية يتحول إلى واقع أعيشه وينعكس على مستوى حياتي؟؟ وربما يكون السؤال في بعض الأحيان أكثر تعبيرا عن حقيقة شعوره، حين يجيء بصيغة: لماذا لا أرى واقعا تنمويا يناسب ما يصرف من أموال هائلة، ولماذا هناك فجوة بين القول والفعل؟؟.. هذا السؤال لم يعد مناسبا ولا مفيدا تجاهله أو إنكار وجوده. سؤال يختصر كل الملابسات المحيطة بالمشروع التنموي الوطني، الذي رغم رؤية الكثير من مظاهره المادية، إلا أن المواطن لم يشعر بعد أنه متصل بتفاصيل حياته الأساسية واحتياجاتها الضرورية.. لا شك أن الإرادة جادة وحقيقية ومخلصة لدى صانعي القرار في النهوض بالوطن والمواطن وحلحلة كثير من السلبيات المتراكمة من أجل إنهائها وعدم تكرارها. ولولا هذه الإرادة لما تم تسخير الموارد الضخمة لتسري في شرايين الوطن في كل الاتجاهات، بيد أن المشكلة وجود بعض الانسدادات في مجرى هذه الشرايين نتيجة التخثرات التي لم يتم تذويبها في الوقت المناسب حتى تصلبت وحالت دون تدفق الدماء إلى بعض الأعضاء الحيوية فأصابها الضعف وربما تفسد أنسجتها لتصاب في النهاية بالغرغرينا.. الأجهزة التنفيذية مسؤولة بشكل كبير عن هذا الوضع لأنها في المقام الأول غير متسقة مع حجم الطموح لدى صانعي القرار وبالتالي لا تعمل بهمة وجدية مع تفعيل المتابعة والرقابة والمحاسبة، كما أنها لا تتمتع بالشفافية في تقييمها لعملها ومعلوماتها المرتجعة في تقاريرها التي تقدمها لأصحاب القرار. إنها في أغلب الأحوال معلومات تجميلية مضللة تقود إلى اتخاذ قرارات غير مناسبة. أي أن هدف الجهة التجميلية وغايتها رسم صورة إيجابية لها في المقام الأول، وليس تحقيق أهداف التنمية كما يجب، بالعمل والمراجعة والإقرار بالأخطاء حين تحدث ووضع الخطط الكفيلة بتفاديها. المبالغة التي لا زال يمارسها بعض المسؤولين في تلميع أجهزتهم وأدائها تنم عن عقلية غير صالحة للحاضر لا سيما والمواطن يرى بعينه تواضع المنجز مقارنة بما توفر له من إمكانات. المواطن لم يعد قادرا على احتمال استفزازه بمثل هذا الصنف من المسؤولين الذين يستهترون بمصلحته ومصلحة الوطن. إنه يريد احترام عقله على الأقل، ويريد أن يرى المشروع التنموي الذي يحلم به ويطمح إليه ملك الإصلاح والتنمية يصبح حقائق ملموسة في واقع حياته. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة