أفصح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة البارحة الأولى عن قرارات وإجراءات ذات علاقة بوزارته وتتصل مباشرة بشؤون وهموم المثقفات والمثقفين والكتاب والإعلاميين. وبحرص شديد على الشفافية والصراحة، تحدث وزير الثقافة والإعلام في الحوار المفتوح الذي جمعه مع نحو 200 مثقفة ومثقف في ختام معرض الرياض الدولي للكتاب، إذ كان يرد على التساؤلات بإجراءات اتخذتها الوزارة أو ستتخذها مستقبلا، كاشفا في الوقت نفسه عن مشاريع جديدة. وأعلن خوجة أن الوزارة ستصرف قريبا الدعم الملكي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الأندية الأدبية والبالغ عشرة ملايين ريال لكل ناد أدبي، مؤكدا أن الوزارة لن تتدخل في كيفية تصرف النادي بهذا المبلغ فالنادي مخول بالتصرف بالمبلغ على حسب أنشطته وفعالياته وخططه، لكنه في الوقت نفسه أكد أن الوزارة مسؤولة مسؤولية تامة عن الأندية الأدبية، مطالبا المثقفات والمثثقفين بالتواصل مع القناة الثقافية التي تمثلهم. وتقدم الوزير خوجة بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين على دعمه للأندية الأدبية، معتبرا أن مبلغ الدعم كفيل بتطوير كل ناد وتشجيع التأليف والأقلام الشابة. وكشف عن نية وزارة الثقافة والإعلام تطبيق الفسح الإلكتروني، لكي «يستطيع أي كاتب ومثقف الدخول لموقع الوزارة والتسجيل من الآن، وعرض ما لديه من إنتاج ويمكن لكل ناشر المتابعة عن طريق الموقع»، مشيرا إلى أن التعاملات المستقبلية للوزارة ستكون غالبيتها إلكترونية. وأفاد أن القناة الرياضية الثانية ستتحول إلى قناة شبابية تهتم بطرح جميع القضايا الشبابية. وتناول وزير الثقافة شؤون وهموم المثقفين، مشيرا إلى أن الوزراة ستنظم قريبا الملتقى الثاني للمثقفين، مؤكدا أن نتائجه لن تكون توصيات بل بقرارات يتم تفعيلها مباشرة. وحول توجه الوزارة للتعامل مع المكتبات العامة البالغ عددها 83 مكتبة في 29 منطقة، أفاد أنها ستتحول إلى مراكز ثقافية، وتقدم كافة الخدمات التي يحتاج إليها المثقف. وأوضح خوجة أن وزارته تلاحظ كافة المطبوعات ولم ترصد أي كتاب يخالف القيم والثوابت في معرض الرياض الدولي للكتاب «رغم أن النقص من صفات البشر»، مؤكدا أن الوزارة لم تقص أحدا من برنامجها الثقافي رغم انتقاد البعض بخصوص إقصاء بعض العلماء والأكاديميين وطلبة العلم والتركيز على فئة معينة في البرامج الثقافية. وبأنها «أمينة فهي تضم في عضويتها من أبناء البلاد وتجمعها راية التوحيد، مشددا على أنها سيرت الفعاليات على أحسن ما يكون ولم ينتج عنها أضرار، ولم تفاضل بين أحد من المشاركين في المحاضرات فالكل يمثل الوطن ولم يخرج أحد عن الثوابت. وحول تبوؤ المرأة مناصب قيادية في وزارة الثقافة والإعلام، أجاب «كما هو الحال في التعليم العام والجامعي، فإن المرأة لها دور مهم ومتميز»، خصوصا في البرامج الخاصة المقامة للمرأة، وقد تبوأت في الوقت الحالي مناصب قيادية في الإذاعة والتلفزيون، ولها دور كبير في المشاركة في نهضة المملكة»، مؤكدا أنها شريك حقيقي للرجل في جميع المجالات. وعن رأيه في تطاول بعض الكتاب على وحدة الله وأن النصارى ليسوا كفارا، قال خوجة «نحن دولة إسلامية وساحة الإعلام مفتوحة، ولم يشتط أو يخرج أي منها عن المنهج والدين الإسلامي»، مستطردا «مثل هذه الأمور من المنع أو عدمه بيد رؤساءالتحرير وليس بيد وزارة الثقافة والإعلام، ومجال الرد مفتوح للجميع ونحن أبناء وطن واحد وديننا واحد وهمنا واحد». وحول تشكيل لجنة مسؤولة عن جائزة للتمييز الثقافي، أوضح خوجة وجود دراسة ذلك الشأن في هيئة الخبراء، «كان لنا نية في أن تكون مفاجأة يتم الإعلان عنها في ملتقى المثقفين إلا أنها تدرس حاليا في هيئة الخبراء، ونحن متفائلون بتفعيلها إن شاء الله». ورد خوجة على تساؤل مثقفة أبدت استغرابها من تغييب المرأة في بعض الأندية الأدبية بالرغم من دعمها من قبل اللائحة ما يعني أن بعض رؤسائها يتعمدون إقصاءها، بالقول «الأندية الأدبية لها الحرية في تقرير ما تشاء ولم يحدد لها أو يلزم بها ما إذا كانوا رجالا أو نساء، والجمعية العمومية للأندية لها حرية تقرير ما تشاء ولم نحدد بها ما إذا كانوا رجالا أو نساء»، مستطردا «أنا أؤيد استقلالية الأنديه الأدبية عن الوزارة شريطة أن تكون في إطار القيم والثوابت والمحافظة عليها». وأيد خوجة مقترح أحد المثقفين بفصل الثقافة عن الإعلام قائلا «أتمنى أن تكون الثقافة وزارة مستقلة لوحدها؛ لأن الهم الثقافي يحتاج وزارة متفرغة، وسأشارككم في حلمكم». وفي سؤال إحدى المثقفات عن سبب ضعف الإعلام المحلي سياسيا وعدم وجود خطاب وطني من القنوات المحلية لصد الهجمات المعارضة من القنوات الأجنبية، أجاب خوجة «يجب علينا أن نسمع جميع الآراء بطريقة تعكس الدور الحقيقي للمملكة ولم نتعود على مقابلة الشتائم بمثلها ولا الهجوم بمضاد مثله ولا نعبأ بما يقوله البعض في الخارج»، مؤكدا أن شعب المملكة لديه وحدة متميزة والتحام بين القيادة بالشعب، «ونستطيع أن نعبر عن آرائنا بكل صراحة وطلاقة فلنا قيمنا وثوابتنا التي تميزنا عن غيرنا».