يتطلع توتنهام الإنجليزي إلى فرض اسمه ضمن الثمانية الأوائل في دوري أبطال أوروبا، عندما يستضيف ميلان الإيطالي في إياب دور ال16 من المسابقة، على ملعب هارت لاين في عاصمة الضباب لندن، معتمدا على نتيجة لقاء الذهاب الذي آل لصالحه (1/0) على ملعب سان سيرو في العاصمة الإيطالية، في الوقت الذي يواجه فيه ميلان خطر الخروج من البطولة وضغوطا كبيرة للخروج من مأزق السقوط على أرضه، ويتوقع للمواجهة أن تظهر بشكل مغاير عما كان عليه اللقاء الأول؛ نظرا لاختلاف الحسابات والحظوظ من فريق لآخر، فيما يتواجه شالكه الألماني وضيفه فالنسيا الإسباني في مباراة متكافئة نوعا ما، وكلاهما يحذوه الأمل لتجاوز عقبة الآخر لمواصلة المشوار في المنافسة، ويدخل الفريقان المواجهة بظروف متشابهة عطفا على نتيجة لقاءهما الأول الذي آل للتعادل الإيجابي (1/1)، علاوة على ذلك فإن مستواهما الفني متقارب لحد بعيد، ظهر ذلك جليا من خلال لقاء المستايا الماضي، إجمالا ستكون المواجهتان عنوانا للإثارة والمتعة لما تتمتع به الفرق المتقابلة من إمكانيات وأدوات فعالة. يواجه ميلان الإيطالي حامل لقب بطولة دوري أبطال أوروبا سبع مرات، مهمة معقدة للغاية، عندما يحل ضيفا على توتنهام الإنجليزي على ستاد هارت لاين في لندن ضمن إياب دور ال16، وتكمن صعوبة حساباته في خسارته المواجهة الماضية على أرضه (0/1)، إذ يتعين عليه الفوز بهدف على أقل تقدير لتعديل النتيجة والاحتكام للأشواط الإضافية عدا ذلك فإن الخروج من البطولة سيكون مصيره، والغريب في أمر فريق العاصمة الإيطالي تذبذب مستواه في البطولة القارية، وثباته في الكالتشيو الذي يحتل فيه المركز الأول بفارق جيد من النقاط عن أقرب منافسيه، علاوة على ذلك فإنه بلغ نصف نهائي الكأس المحلية، ويبدو أنه يسير بثبات في استحقاقاته الداخلية، إلا أنه لم يجد نفسه إلى الآن في المسابقة الأهم أوروبيا، إذ عانى الأمرين لتحقيق التأهل لثمن النهائي، قبل أن يخسر على أرضه في جولة الذهاب، المدرب ألغيري يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فهو يريد إقران تميزه المحلي بمشاركته في الأبطال، وقد تكون مواجهة توتنهام فرصة حقيقة لاختبار قدرته الفنية وتمكنه من إخراج الفريق من الوضع الراهن إلى الأفضل، ومن المتوقع أن يعمد إلى طريقة هجومية بحتة بحثا عن هدف مبكر يزيح عنه شيئا من الضغوط التي تواجه اللاعبين. وتحوم الشكوك حول مشاركة كيفن برينس لاعب خط الوسط بعد إصابته في الكاحل خلال مواجهة الفريق الأخيرة في الدوري، الأمر الذي سيدفع ألغيري لتغيير تشكيلة خط الوسط باعتماده على الثلاثي كلارنس سيدورف، ماثيو فلاميني، والألماني الشاب الكسندر ميركل، على أن يكون في خط الهجوم باتو التي لم تتحدد مشاركته بعد، إلى جانب زلاتان إبراهيموفيتش وروبينيو. في المقابل، ستكون مهمة صاحب الأرض الحفاظ على الامتيازات التي حققها في جولة الذهاب، والعمل على امتصاص حماس الخصم واستغلال المساحات التي ستتاح أمامه نتيجة الزحف الهجومي لنده، ومن المتوقع أن يعتمد هاري ريدناب خطة متوازنة تتمحور على تكثيف منطقة الوسط بخمسة لاعبين، والاعتماد على تحركات بيتر كراوتش في المقدمة مع تضييق الخناق على مفاتيح لعب الخصم، وتحوم الشكوك في الفريق حول مشاركة لاعبي الوسط جاريث بيل ورفائيل فان دير فارت المصابين، إلا أن تأكيدات طبية صادرة من الفريق الإنجليزي تؤكد احتمالية مشاركتهما حتى وإن كان في شوط المباراة الثاني، إجمالا المواجهة ستكون مثيرة وتنافسية لآخر لحظاتها، عطفا على إمكانيات الفريقين وطموحهما المشترك نحو تحقيق التأهل. يدخل الفريقان المواجهة بظروف متشابهة فنيا وحسابيا، حيث اكتفيا بالتعادل الإيجابي (1/1) ذهابا على ملعب المستايا، إلى جانب معاناتهما بعدم ثبات مستواهما ونتائجهما محليا، حيث يعاني شالكه من موقعه المتأخر في سلم ترتيب الدوري (المركز العاشر)، إضافة إلى تباين نتائجه من مواجهة إلى أخرى، ورغم ذلك فإنه أثبت جدارته في المنافسة الأوروبية، حيث حقق نتيجة تعتبر إيجابية على أرض خصمه، ويطمح في مواصلة ذلك بين أنصاره وقد يكون قريبا من تحقيق التأهل، إذا ظهر بذات المستوى الذي كان عليه في لقاء الذهاب، وسيعمد مدربه فيليكس ماجات على خطة 4222، مستندا على أبرز عناصر الفريق يأتي في مقدمتهم الإسباني المخضرم راؤول غونزاليس صاحب الهدف الوحيد لفريقه في لقاء الذهاب، وجيفرسون فارفان، وخوسيه مانويل خورادو، كذلك البرازيلي ايدو. في الجهة الأخرى، يتعين على فالنسيا ومدربه اوناي إيمري العمل على تجاوز سلبيات موقعة المستايا، والبحث عن طوق نجاة لإنقاذ موسمه، خاصة بعد خروجه من كأس ملك إسبانيا وفقدانه الأمل في اللحاق بمتصدري الليقا، حيث تمثل البطولة الأوروبية فرصة حقيقية له للبقاء في دائرة المنافسة، ويعاني الضيف من تذبذب مستواه ونتائجه، فتارة يحقق الانتصارات وأخرى يسقط بالتعادل أو الخسارة، الأمر الذي لم يرق لعشاقه، وهو سيعمل جاهدا على الخروج بنتيجة ترضي أنصاره، ولن يكون أمامه سوى الدخول مهاجما منذ البداية، وسيعتمد مدربه تقريبا على خطة 4213، على أمل حصر المنافس في مناطقه وتسجيل هدف السبق الذي سيغير معادلة المواجهة، كون النتيجة لن تكون في مصلحة صاحب الأرض والجمهور، إلا أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة إذا ما بالغ في الشق الهجومي على حساب الدفاع، إذا ما سلمنا بقوة هجوم الفريق الألماني الذي يتواجد فيه راؤول، لذلك سيكون المدرب إيمري مطالب بتحقيق التوازن في صفوف فريقه، مع التركيز على منح لاعبي المقدمة حرية أكبر للتحرك في مناطق الخصم المحظورة، إجمالا يصعب التكهن بنتيجة المواجهة نظرا لتقارب مستوى الفريقين الفني وحظوظهما في التأهل، مما يعزز أن تكون المواجهة على مستوى الحدث.