تعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران مساء اليوم، من خلال مواجهتين تجمع الأولى فالنسيا الإسباني وشالكه الألماني على ملعب المستايا في إسبانيا، فيما الثانية ستكون بين ميلان الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي على ملعب سان سيرو معقل الفريق الإيطالي، ضمن جولة الذهاب لدور ال16 من المسابقة الأوروبية، وتبدو المواجهات متكافئة قياسا بنتائج الفرق في دور المجموعات، مع بعض الفوارق الفنية التي ستؤدي دورها في نتائج المباريات، حيث يسعى مدربو الفرق الأربعة إلى استغلالها بالشكل الأمثل لتحقيق نتيجة إيجابية تمهد طريق العبور للدور المقبل، وتسهل مهمة الإياب التي ستكون مفصلية في تحديد هوية المتأهل، ويتنبأ المراقبون بظهور المواجهتين بشكل مغاير في المستوى بخلاف ما كانت عليه لقاءات الدور التمهيدي؛ نظرا لنتائج مباريات الذهاب ستكون داعما إيجابيا في لقاء الرد، الأمر الذي تسعى إليه الفرق لتحقيقه، إضافة إلى أن أي تعثر قد يدفع ثمنه الفريق بالخروج خالي الوفاض من البطولة الأهم في القارة العجوز. فالنسيا x شالكه سيكون صاحب الأرض فالنسيا أمام اختبار حقيقي لقدرته على مواصلة مشواره الأوروبي، عندما يستضيف شالكه الألماني في مواجهة الذهاب، ويدرك أبناء المدرب أوناي إيمري صعوبة اللقاء، خاصة أن الخصم يتميز بالأداء الجماعي والروح القتالية، إلا أن ذلك لن يكون عائقا أمامهم لتحقيق نتيجة إيجابية تخدم حساباتهم في لقاء الرد، والفريق الإسباني ظهر بشكل جيد هذا الموسم، حيث يحتل المركز الثالث في الليقا برصيد 47 نقطة، علما أنه احتل المركز الثاني في مجموعته الثالثة برصيد 11 نقطة خلف مانشستر يونايتد الذي حل أولا برصيد 14 نقطة، وهو حقق أفضلية في نسبة التهديف، إذ بلغت أهدافه 15 هدفا في الدور التمهيدي، كثالث أفضل خط هجوم في البطولة، مقابل أربعة أهداف ولجت مرماه خلال ست مباريات، الأمر الذي يعطي انطباعا عن قوة خطوطه، ويعول ألغيري مدرب الخفافيش كما يحلو لعشاقه تسميته، على نخبة من اللاعبين المميزين لكسب المواجهة يتقدمهم المهاجم الإسباني روبرتو سولدادو صاحب الأهداف الخمسة في البطولة، والمنتقل حديثا من خيتافي، إلى جانب المهاجم ادوريز زوبيلديا ولاعب الوسط بابلو هيرنانديز، ويحملان في رصيدهما هدفين لكل منهما من الأهداف ال14 التي سجلت، ويبرز في خط الحراسة المخضرم سيزار سانشير الذي يعتبر مصدر الأمان للفريق، كذلك لاعب الهجوم المميز خوان ماتا وغيرهم من النجوم، ويعتمد مدربه ألغيري على خطة لعب 442 تتحول إلى 433 في حالة الهجوم، وتعتبر الخطة متوازنة دفاعا وهجوما، وهي حقق نتائج إيجابية مع الفريق. في المقابل لن يرضى الضيف شالكه أن يكون صيدا سهلا لخصمه، إذ سيدخل اللقاء على أمل الخروج بنتيجة إيجابية على أقل تقدير التعادل لتسهل مهمته في الإياب، ويبدو أن شالكه يسير بتأرجح في بطولاته المختلفة، حيث لم يظهر إلى الآن في البوندسليغا، حيث يحتل المركز ال10 برصيد 29 نقطة، إلا أنه وصل لنصف نهائي الكأس في مواجهة بايرن ميونخ الألماني، وبخلاف وضعه المحلي فإنه تميز قاريا بتصدر مجموعته الأوروبية الثانية ب13 نقطة، محرزا عشرة أهداف في خصومه، فيما استقبلت شباكه ثلاثة أهداف، ويواجه مدربه فيليكس ماجات موجة من الانتقادات؛ نظرا للنتائج المتباينة للفريق، إلا أن إدارة النادي جددت الثقة فيه لتغيير الوضع الفني للأفضل، وستكون المواجهتان الأوروبيتان لفريقه ذهابا وإيابا أمام فالنسيا المحك الحقيقي له، إذ إن تحقيقه لنتيجة إيجابية يعني استمراره، عدا ذلك فإن الرحيل سيكون قريبا قبل انقضاء الموسم الحالي، وهو يعول على الأسماء اللامعة في فريقه يأتي في مقدمتهم الهداف كلاس يان هونتلار صاحب الأهداف الثلاثة في المسابقة، بجانب الإسباني المخضرم راؤول غونزاليس وجيفرسون فارفان، وخوسيه مانويل خورادو، والذين يملكون هدفين لكل منهم، كذلك البرازيلي ايدو وغيرهم من النجوم، وسيعتمد ماجات على إغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة كسلاح للحد من خطورة الهجوم الإسباني، على أمل تحقيق نتيجة إيجابية تخدم حساباته في الرد. ميلان x توتنهام يمني ميلان النفس بالعودة مجددا للواجهة الأوروبية ومعانقة الكأس الغائبة عن خزائنه منذ العام 2007م، عندما أحرزه على حساب ليفربول الإنجليزي (2/1)، وسبق لميلان أن حقق اللقب سبع مرات على مدار تاريخ مشاركاته في البطولة، إلا أنه ذاق الأمرين للتأهل لهذا الدور، حيث جاء تأهله في الجولة الأخيرة من الدور التمهيدي بثمانية نقاط فقط، بعد منافسة شرسة من أياكس أمستردام الهولندي بسبع نقاط، وتظهر معاناته في عدد الأهداف التي أحرزها والتي ولجت مرماه، حيث سجل سبعة أهداف ومثلها استقبلت شباكه، بخلاف ذلك فإنه يتميز محليا بصدارته للكالتشيو، ويتمنى أن يتوافق مستواه المحلي مع القاري ليحقق تطلعات جماهيره، والمدرب ماسيمليانو أليغري يعتمد أسلوب هجومي بحت باعتماده طريقة لعب 433 أو 4213، وهو يعول على هداف الفريق إبرهيموفتش الذي تمكن من إحراز أربعة أهداف إلى الآن في هذه المسابقة، إلى جانب الإيطالي انزاغي صاحب الهدفين، والبرازيليين باتو وروبينو والفرنسي سيدروف الذي يعد صمام الأمان في خط الوسط، إلى جانب كتيبة من اللاعبين المميزين على دكة البدلاء، وليس أمام الفريق الإيطالي سوى تحقيق نتيجة الفوز لتجنب أي مفاجأة قد يحدثها الفريق الإنجليزي الذي تمكن من إلحاق خسارة مذلة بحامل اللقب إنتر ميلان في الدور التمهيدي (3/1)، ذلك بعد أن خسر بصعوبة مواجهة الذهاب (4/3)، ويعي ميلان ومدربه الغيري أن التفريط في مواجهة الذهاب التي ستقام على ملعب سان سيرو معقل الميلان ستصعب مهمته في الرد الأمر الذي يسعى لتجنبه. في المقابل، قدم توتنهام نفسه بشكل قوي في هذه البطولة، حيث تصدر مجموعته الأولى برصيد 11 نقطة، علاوة على ذلك فإن خط هجومه يعتبر الأقوى من خلال تسجيله 18 هدفا، في الوقت الذي استقبلت شباكه 11 هدفا، واستطاع مدربه المخضرم الإنجليزي هاري ريدناب أن يعيد صياغة الفريق ليقدمه بشكل مميز في استحقاقاته المحلية والخارجية، وهو يعتمد على خطة لعب متوازنة دفاعا وهجوما، ويبرز في صفوفه الهداف بيتر كرواتش الذي يملك في رصيده التهديفي ستة أهداف، إلى جانب الروسي رومان بافليوتشينكو صاحب الأهداف الأربعة في البطولة يشترك معه في ذات الرصيد المدافع غاريث بيل، إضافة إلى الإنجليزي جيرمين ديفو صاحب الأهداف الثلاثة، والهولندي رافاييل فان دير فارت، وسيعمل هاري على الاعتماد على الهجوم السريع المرتد مع إحكام إغلاق مناطقه بأكبر عدد من اللاعبين لتعطيل مفاتيح اللعب في الخصم، وسيهدف في كل الأحوال إلى استدراج الميلان إلى جولة الإياب التي ستقام على أرضه، بفرض التعادل في الذهاب على أقل تقدير، إذا لم يحقق الفوز وتحقيق المفاجأة التي يأمل حدوثها كما فعلها مع الإنتر.