تعود الإثارة مجددا لدوري أبطال أوروبا بانطلاق جولة الذهاب لربع النهائي بمواجهتين، تجمع الأولى حامل اللقب إنتر ميلان الإيطالي بضيفه شالكة الألماني على ملعب سان سيرو في ملحمة إيطالية ألمانية جديدة، بعد تلك التي كانت بين الإنتر وبايرن ميونخ في ثمن النهائي، وتعتبر المواجهة الأولى بين الفريقين في هذه المسابقة بالتحديد، والثالثة في تاريخ لقاءتهما القارية، إذ سبق وتواجها في العام 19981997م في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا)، وتوج شالكة باللقب بعد أن حسمها بركلات الترجيح (41)، إثر تعادلهما ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة (10)، فيما ستكون المواجهة الأخرى بين ريال مدريد الإسباني وتوتنهام الإنجليزي على ستاد سانتياجو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، وسبق للفريقين أن التقيا مرتين فقط على مر التاريخ كانت في موسم 1984/1985 ضمن دور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي سابقا، حيث انتهت المواجهة الأولى بفوز الفريق الملكي بهدف وحيد في لندن في معقل السبيرز، وفي مباراة العودة في إسبانيا انتهت المباراة سلبية بدون أهداف، ليتأهل ريال مدريد ويواصل طريقه نحو النهائي قبل أن يتوج باللقب، وبغض النظر عن لغة التاريخ والأرقام ستكون الفرص قائمة للفرق الأربعة لتسجيل نتيجة إيجابية. إنتر ميلان x شالكة يملك صاحب الأرض فرصة مثالية لتحقيق نتيجة إيجابية تسهل مهمته في لقاء الرد وتبعده عن الحسابات التي قد ترمي به خارج المسابقة، خاصة أنه عانى الأمرين في ثمن النهائي أمام البايرن قبل أن يعلن تأهله عبر البوابة الأصعب، ورغم ذلك ظهر بأداء رفيع على ملعب أليانز أرينا وأعاد شيئا من مستواه الذي كان عليه إبان إشراف البرتغالي مورينهو على مهماته الفنية، علاوة على العمل الجبار الذي يقوم به البرازيلي ليناردو لإصلاح الأخطاء، خصوصا في خط الدفاع، إلا أنه لا زال مطالبا بعمل الكثير ليستقر الفريق فنيا في جميع مشاركاته، ويبدو ذلك جليا من خلال تباين النتائج في مشاركاته المحلية والخارجية، علما أنه تلقى هزيمة مؤلمة أخيرا على يد غريمه التقليدي ميلان (0/3)، في الجولة ال31 من الكالتشيو أفقدته مركزه الثاني ووسعت الفارق مع منافسه إلى خمس نقاط، وبقياس ظروفه مع خصمه يبدو أنه الأفضل لاسيما مع تكامل خطوطه وتمتع لاعبيه بالخبرة الكافية في مثل هذه المناسبات، على عكس خصمه الذي يعاني من إصابات عديدة، إضافة إلى ذلك فإن عاملي الأرض والجمهور داعم حقيقي للفريق المطالب بتجنب نكسة الذهاب على أرضه في الدور السابق وبالتالي تجنب الضغط الذي قد يكلفه الكثير، خاصة أن منافسه أظهر تمرسه في البطولة، ومن المتوقع أن يستقر ليناردو على ذات الأسماء التي خاضت مواجهة الميلان الأخيرة مع الاعتماد على خطة 442 بتواجد الكاميروني صاميول إيتو والمقدوني بانديف في المقدمة، ومن خلفهما شنايدر وستنكوفتش ومحوري الارتكاز موتا وكامبياسو، إضافة إلى رباعي الدفاع مايكون وزانتي ولوسيو وكيفو والحارس المخضرم سيزار. في المقابل، يدخل شالكة الذي تخطى فالنسيا في ثمن النهائي المواجهة وهو غير مستقر فنيا بعد إقالة مدربه السابق فليكس ماجات وتعين رالف رانجنيك، على الرغم من الحضور المييز الذي سجله الأول في دوري الأبطال، إلا أن تواضع نتائجه محليا لم يرق لمسؤولي النادي الذين قرروا التخلي عن خدماته والاستعانة برانجنيك، علاوة على ذلك فإن الفريق سيفتقد لخدمات أكثر من لاعب وفق ما أكده النادي أخيرا، حيث تقرر غياب بيير كلوج عن مواجهتي الذهاب والإياب أوروبيا بسبب إصابة في عضلات البطن، وماريو جافرانوفيتش حتى نهاية الموسم بسبب إصابة في الكاحل، فيما تحوم الشكوك حول مشاركة كريستوف ميتزلدر الذي تعرض لكسر في الأنف ولم تتضح بعد إمكانية مشاركته في المباراة، ومن المرجح ألا تشهد تشكيلة الفريق تغيرات كثيرة بهدف المحافظة على انسجام اللاعبين مع الاعتماد على خبرة راؤول والحركة الدؤوبة في المقدمة لكلاس هونتلار ومن خلفهما المشاغب فارفان، وسيسعى رانجنيك إلى الخروج بأقل الخسائر من موقعة السان سيرو على أقل تقدير التعادل، وقد يعمل لأجل ذلك على تكثيف مناطق الوسط والمؤخرة للحد من خطورة خصمه مع الاعتماد على المرتدات. سيكون أمام ريال فرصة لمصالحة جماهيره بعد خسارته الأخيرة أمام خيخون بهدف نظيف في الجولة 30 من الليقا حدت من استمراره في مطاردة المتصدر بعد أن أضحى الفارق بينهما ثماني نقاط، وسيعمل مورينهو على الاستفادة جيدا من العوامل الإيجابية المهيأة له، متمثلا ذلك في الأرض والجمهور لتجنب حسابات الإياب، خاصة مع تمرس خصمه على أرضه، وعليه أن يتوخى الحذر من المبالغة الهجومية على حساب الدفاع، لاسيما أن نده يتميز بالسرعة في هجماته المرتدة، إلا أنه مطالب في ذات الوقت بالاستفادة من النقص الحاصل في دفاع الفريق الإنجليزي. ولن تخرج تشكيلته عن الأسماء المعتادة التي مثلت الريال في مبارياته الماضية، حيث سيكون في خط المقدمة بنزيما (اديبايور) ومن خلفه مسعود أوزيل كصانع ألعاب، ودي ماريا عبر الطرف الأيمن وكرستيانو رونالدو في الأيسر، بجانب محوري الارتكاز سامي خضيرة وألونسو، ومن خلفهم الرباعي مارسيلو، بيبي، كارفالهو، راموس، والحارس المخضرم كاسياس مصدر الاطمئنان للفريق. في الجهة الأخرى، يعاني توتنهام من إصابة أكثر من لاعب، خصوصا في خط الدفاع الذي سيشهد غياب ليدلي كينج وجوناثان وودجيت، وربما يتسعين هاري ريدناب بالكاميروني سيباستيان باسونج، إلى جانب القائد مايكل داوسون، وهو أكد في تصاريح سابقة أن ليدلي ربما يضطر للخضوع لجراحة أخرى، وإذا حدث ذلك سوف يغيب عن الفريق حتى نهاية الموسم، وأضاف «أنه كابوس، هذا يعني أن الفريق لا يملك سوى قلبي دفاع اثنين فقط، نعرف أن ليدلي يعاني منذ بعض الوقت من مشاكل في ركبته، لكن لم يظهر أنها سيئة جدا، لكن المشكلة في إصابته أعلى الفخذ». ومن المتوقع أن يعتمد ريدناب على خطة دفاعية بحتة لمواجهة قوة الهجوم الإسباني، على أن يكون استناده هجوميا على المرتدات بتواجد فان دير فارت، كراوتش، لينون، على أمل الخروج بنتيجة تخدم حساباته على ملعب هارت لاين في لقاء الرد، إجمالا توتنهام ظهر بشكل مغاير في هذه البطولة وسجل نتائج إيجابية، عل أبرزها أمام ميلان الإيطالي في ثمن النهائي (0/1) و (0/0)، ولن يكون صيدا سهلا لكتيبة مورينهو إذا ما ظهر بذات المستوى الذي كان عليه في الأدوار الماضية من البطولة القارية.