هناك ست جهات رئيسة في البلد تقدم الخدمات الصحية للناس وتصرف لها ميزانيات مستقلة تماما عن بعضها، وتأتي على رأس هذه الجهات وزارة الصحة المسؤول الأول عن صحة المواطن، والخدمات الطبية للقوات المسلحة، والخدمات الصحية في الحرس الوطني، والأمن العام بمستشفياته ومستوصفاته وعيادته، ووزارة التعليم العالي بمستشفياتها وعياداتها الجامعية، ووزارة التربية والتعليم وما تقدمه من خدمات صحية عبر وحداتها الصحية المختلفة. - ما تصرفه هذه الجهات مجتمعة سنويا من مبالغ تكفي لتغطية المواطنين جميعا دون استثناء والمقيمين النظاميين معهم بأفضل وأقوى برنامج تأمين طبي في العالم، لأنها ببساطة شديدة مليارات كثيرة تفوق ميزانيات دول، ورغم ضخامة هذه الميزانيات التي تصرف على صحة المواطن ومن جهات مختلفة إلا أنها في نظري لم تستطيع أن تغطي نصف سكان المملكة، وتقدم لهم ما يحتاجونه من رعاية صحية وطبية، والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة لا مجال لحصرها في سطوري القليلة هذه. - توحيد الجهود وتوجيه الصرف تحت مظلة مشروع واحد متكامل من المؤكد أنه سينهض بصحة المواطن وستكون نتائجه مذهلة، أعلم أن ما اقترحه قد يكون في رأي البعض ضربا من ضروب الخيال، فلا يمكن لجهة من الجهات التي ذكرتها أن تتنازل لأخرى عن خدماتها الصحية، فلكل جهة صفتها ووضعها وظروفها، ولكن المفروض أن تكون صحة المواطن فوق الجميع وفوق كل المصالح التي لم تحقق لنا سوى التأخر والتعثر الظاهر والواضح الذي لا يختلف عليه اثنان، من يصدق أن بعض مستشفياتنا الحكومية تتجاوز ميزانياتها الخمسة مليارات ريال، بينما بعض المدن الرئيسية كجدة مثلا آخر مستشفى عام افتتح فيها قبل 30 عاما تقريبا، نحن أمام أزمة وعجز حقيقي في الخدمات والتخطيط الصحي لم تستطيع كل هذه الجهات الست بميزانياتها وكوادرها الضخمة سد احتياجات الناس الصحية ولا يمكن لها ذلك إلا بالتخطيط الاستراتيجي الموحد لهذه الجهات وتغليب مصلحة الوطن والمواطن على مصلحة الجهات والمرجعيات والأشخاص، وهذا إذا ما حدث سوف نعرف وقتها من المسؤول عن صحة المواطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة