يحاور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء غد المثقفات والمثقفين ورؤساء الأندية الأدبية، ومنسوبي الجمعيات والهيئات والمؤسسات الثقافية في المملكة، حول الخطوط العريضة والرؤى المستقبلية لمسيرة الإعلام والثقافة في المملكة. وأوضح ل «عكاظ» عضو مجلس الشورى الأديب حمد القاضي، مدير اللقاء، أن الحوار المفتوح ينطلق عند الساعة الثامنة والنصف مساء في قاعة المحاضرات الكبرى في مركز معرض الرياض الدولي للكتاب، مؤكدا أن الوزير سيجيب على الأسئلة التي تتعلق بالشأن الثقافي وما يهم المثقفات والمثقفين، وأن المجال مفتوح أمام الجميع لطرح همومهم ومطالبهم بشفافية. وعن الموضوعات التي سيتم التطرق إليها في الحوار المفتوح، قال القاضي «أنا لا أعرف ذلك وحتى ضيف الحوار لا يعلم عن محاور اللقاء والمجال مفتوح لكل سؤال بحسب ما يسمح به الوقت المحدد للحوار المفتوح». وأضاف «لكن بوصف هذا اللقاء لقاء سنويا فإنني أتوقع أن يتم الحوار حول المستجدات في الشأن الأدبي والثقافي لدينا مثل لائحة الأندية الأدبية والإعلام الجديد وتنظيم النشر الإلكتروني وعن الجديد في إقامة المراكز الثقافية في المدن والمحافظات التي ليس فيها أندية أدبية وغيرها من الأمور الثقافية والإعلامية الأخرى». من جانبها، أكدت ل «عكاظ» الدكتور ميساء خواجا مديرة اللقاء في القاعة النسائية، أن محاور اللقاء لم يتم الترتيب لها، وأن هناك الكثير من الموضوعات التي حرصت المثقفات على أن يتم طرحها أمام وزير الثقافة والإعلام، ويأتي في مقدمتها دور المرأة في الحراك الثقافي، بالإضافة إلى موقعها في الأندية الأدبية وتحديد دورها في هذه الأندية بوضوح. من جانبها، أكدت ل «عكاظ» الشاعرة حليمة مظفر أن المثقفات والمثقفين يتمنون أن يكون اللقاء إيجابيا، خصوصا بعد الدعم السخي الذي حظيت به الأندية الأدبية من خادم الحرمين الشريفين. واستطردت «المرأة بحاجة إلى المزيد من الثقة ومن المساحة في ممارسة العمل الثقافي ، فنحن بحاجة إلى إبراز جهود المرأة العملية في وزارة الثقافة والإعلام ذاتها كي يبرز دور المرأة في الأندية الأدبية أسوة بالوزارات الأخرى. وفي سياق متصل، طالبت الأستاذة عائشة الشمري رئيسة اللجنة النسائية في أدبي حائل أن يكون هناك مساواة بين الرجل والمرأة، وألا تهمش المرأة، فلائحة الأندية الأدبية الجديدة لم تتحدث نهائيا عن المرأة وهذا الغموض الكبير نتمنى من وزير الثقافة والإعلام أن يوضحه لنا وأن يدعم موقف المرأة في عملية صناعة القرار داخل الأندية الأدبية. الكاتب ياسر العمرو، قال «يجب أن تلتفت قمة مشهدنا الثقافي إلى شريحة الشباب (المنسية)، وهم يتقلبون حاملين عناصر الإبداع والتأثير والمبادرة مع صمت الجهات المعنية، مضيفا أن هناك حركة شبابية أحدثت فروقا بين منجز أجيال مضت لم يتجاوز مساحة إبداع (النص) المتوافرة آنذاك، وبين جيل حالي قارئ وناقد وفاعل بشكل لم تستوعبه علاقة الاحتواء التقليدية». وتساءل العمرو «أين جوائز الدولة التحفيزية للمثقفين الشباب؟ ولماذا لم تتكرر تجربة مؤتمر المثقفين الذي عقد عام 2004؟ وماذا عن استراتيجية الثقافة السعودية التي لم نسمع عن خطتها التنفيذية بعد وما حققته رغم تقادم عهدها؟». وأضاف «ألم يصبح المشهد قابلا لاستيعاب المبادرات الأهلية، وأعني المراكز الثقافية الأهلية المستقلة في المراكز والأطراف بعيدا عن مركزية البيروقراطية أو تقليدية خطاب الأندية الأدبية». الشاعر أحمد التيهاني أمل بدوره أن ينقذ الدكتور عبدالعزيز خوجة الثقافة من خاطفيها ويعيدها إلى أهلها، «وفي حال تحقيق هذا الأمر، فإن الثقافة ستتطور وترتقي، ويبدع المبدعون كل في مجاله». ولفت الشاعر عبدالمحسن الحقيل إلى أن القناة الثقافية تحتاج إلى عمل كبير فمن غير المقبول أن تقوم القناة على مذيعات ثقافتهم تحت الصفر، متمنيا من مدير القناة محمد القاضي أن يستفيد من الكوادر الجاهزة التي تستطيع أن تخدم القناة والاستفادة من الأسماء البارزة في الثقافة. وقال الإعلامي والكاتب عبدالرحمن العكيمي «أتمنى أن تتحول مطالب المثقفين، خصوصا الجادة منها، إلى عمل مؤسسي يرتبط بالكيان ولا يرتبط بالإفراد، ويرتبط بوزارة الثقافة ككيان يقف على دعم العمل الثقافي ورعايته ويكون واقعا ملموسا فاعلا». وأشارت الكاتبة والإعلامية السعودية سالمة الموشي أن الإعلاميين والمثقفين رجالا ونساء يتطلعون إلى مثل هذه اللقاءات التي يتحدث فيها الجميع بشفافية، وتمنت منح السلطة الرابعة مزيدا من الحريات وإعطاء المزيد من الصلاحيات للقائمين عليها بحيث يصل صوت الشارع، وصوت المثقف، وصوت الإنسان البسيط على حد سواء دون المرور بفلتر الرقيب. وأبدت الكاتبة الدكتورة حسناء عبدالعزيز القنيعير، من جامعة الملك سعود، قلقها من حجب بعض المقالات التي تناقش بإخلاص ووطنية صادقة كثيرا من قضايانا في الوقت الذي يترك فيه الحبل على الغارب لغيرنا ليكتبوا في صحفهم الإلكترونية ما يريدون ضد الجميع. ويرى الناقد الدكتور سلطان القحطاني، أن الوزارة يجب عليها أن تعي أبعاد المرحلة والمتغيرات الحادثة على الساحة السياسية والإعلامية في زمن العولمة، وتقوم بعملية ترشيد المادة الإعلامية خاصة الفضائية منها والوقوف أمام كل أداة إعلامية لا تبني فكرا تنمويا ونهضويا في ثقافة الإنسان . وطالب رئيس أدبي الشرقية الناقد محمد بودي، بتفعيل صندوق للأدباء وبرامج مؤسساتية تقي الأديب سلطة العمل اليومي وإرهاقاته ليتفرغ قليلا لتقديم مشاريعه المعرفية، كذلك العمل على منح الأندية الأدبية الاستقلالية التامة في التعامل الإداري والمالي ومنحها صيغتها الاعتبارية وفق الأنظمة المنصوص عليها. وزاد على ذلك نائب رئيس نادي الباحة الأدبي، مطالبا بتحويل الأندية إلى مراكز ثقافية تشمل فنون وصنوف الأدب والثقافة بوجه عام ومنح الأندية الفرصة لإدارة واستثمار مواردها المالية تحقيقا لمشاريعها الثقافية.