يحاور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة الليلة، المثقفات والمثقفين ورؤساء الأندية الأدبية، ومنسوبي الجمعيات والهيئات والمؤسسات الثقافية في المملكة، حول الخطوط العريضة والرؤى المستقبلية لمسيرة النماء والتنمية الثقافية السعودية، وفقا للاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أعدتها الوزارة، وذلك في اللقاء المفتوح في الساعة الثامنة مساء في قاعة المحاضرات الكبرى في مركز معرض الرياض الدولي للكتاب. وبدا واضحا أن الوزير منذ أن تولى الوزارة، فتح قلبه لكل من أراد طرح قضية ثقافية وإعلامية تهدف إلى الارتقاء بالعمل الثقافي السعودي الذي سجل نجاحات شهد لها العالم بأسره. «عكاظ» استطلعت آراء مثقفين عما يريدونه من الوزارة والوزير، وتركزت مطالباتهم بتأجيل إلغاء الأندية الأدبية، وأن ترى لائحة تنظيم الأندية الأدبية النور سريعا، وإنقاذ الثقافة ممن ليسوا من أهلها، وإصدار تشريعات ثقافية عديدة. عدم الاستعجال مدير الشؤون الثقافية في مكتبة الملك فهد الوطنية وعضو نادي الرياض الأدبي محمد علي القشعمي، أمل عدم الاستعجال باستبدال الأندية الأدبية بالمراكز الثقافية، والانتظار حتى يصدر نظام يوضح العمل كاملا، «لأن وجود نظام يمنح الخطوة النجاح». ورأى القشعمي أن المراكز الثقافية التي تزمع الوزارة تنفيذها في المدن أن تستهل في المحافظات التي لا يوجد فيها أندية أدبية، ودراسة تجربة ذلك، متنميا وضع لائحة الأندية الأدبية، وسأل: لماذا تعثرت هذه اللائحة إلى الآن؟. إنقاذ الثقافة الشاعر أحمد التيهاني أمل بدوره أن ينقذ وزير الثقافة والإعلام الثقافة من خاطفيها ويعيدها إلى أهلها، «وفي حال تحقيق هذا الأمر، فإن الثقافة ستتطور وترتقي، ويبدع المبدعون كل في مجاله». دعم المؤلف الدكتور الأديب عبد الله الرشيد دعا وزارة الثقافة والإعلام لأن تطلق العنان للمثقفين ليبدعوا ويشاركوا ويقدموا ما لديهم. وأضاف «أشعر أن المؤسسات التي أصنفها بالثقافية، ومنها الجامعات، أنها تكبل المثقف أكثر مما تطلق له العنان للإبداع»، وتمنى أن تكثف الوزارة تشجيعها للمؤلف السعودي بدعم الكتب وإيصال الكتاب إلى الجهات والمؤسسات الثقافية، خصوصا خارج المملكة». أفق جديد الكاتب والروائي عبد الرحمن العكيمي علق على الموضوع بالقول: «التطلعات لا سقف لها، ولا نهايات لها، وسنظل في حالة ركض نفتش عن أفق جديد وعن إضاءات أخرى». وقدم العكيمي عددا من النقاط في هذا السياق، منها: المؤلف والكاتب السعودي بحاجة إلى الدعم، كانت وزارة الثقافة تدعم المؤلفين بشراء نسخ من كتبهم بمبلغ مادي وفق آلية بيروقراطية تزعج المؤلف، ثم غابت أو أنها تتم وفق المحسوبيات، فليس ثمة منهجية واضحة تحقق طموحات المثقفين والمؤلفين. يجب الوقوف طويلا أمام فكرة تحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية ودمجها مع جمعيات الثقافة والفنون، لكن الأهم هو انتشال جمعيات الثقافة والفنون من واقعها البائس ودعمها وفق عمل مؤسسي ترسمه وزارة الثقافة وتشرف على تنفيذه في المناطق والمحافظات والنظر في إعاناتها المادية ونقلها من مصطلح (جمعية)، لأن هذا المصطلح دائما يرتبط بالعمل التطوعي أكثر منه في العمل المؤسسي، فلو سميت (مؤسسة الثقافة والفنون) أو (مركز الثقافة والفنون) أو غير ذلك الأهم أنها لا تبقى وفق حيز (الجمعية). إنشاء اتحاد الكتاب السعوديين وفق آلية حيوية تحقق تطلعات الكاتب السعودي. إنشاء جائزة سنوية لأفضل كتاب في مجال النقد الأدبي، وجائزة لأفضل عمل روائي سعودي وفق شروط معينة، وجائزة لأفضل برنامج تلفازي ثقافي، وأفضل معد ومقدم ثقافي، وجائزة لأفضل ملحق صحافي ثقافي، وجميع هذه الجوائز تعلن في معرض الكتاب، ويكرم الفائزون في احتفالية ضمن برنامج المعرض. للمرة الأولى وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على معرض الكتاب الدكتور عبد الله الجاسر، قد أوضح «أن هذا اللقاء الموسع يأتي ولأول مرة ضمن البرنامج الثقافي للمعرض هذا العام، وذلك حرصا من وزير الثقافة والإعلام على الالتقاء بالمثقفات والمثقفين والاستماع إلى آرائهم وأفكارهم وتلمس احتياجاتهم، والإجابة على استفساراتهم بما يحقق التواصل المباشر بين الوزارة وشرائح أهل الثقافة في هذه البلاد». وأفاد الجاسر أن الوزارة وجهت الدعوة للمثقفات والمثقفين في جميع مناطق المملكة بما في ذلك رؤساء الأندية الأدبية، وجميع منسوبي الجمعيات والهيئات والمؤسسات الثقافية في المملكة. وأشار إلى أن الوزير يطرح في اللقاء الخطوط العريضة والرؤى المستقبلية لمسيرة النماء والتنمية الثقافية السعودية، وفقا للاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أعدتها الوزارة، وتركز على تنمية وإعداد الإنسان السعودي القادر على مواجهة متغيرات العصر بإرثه الثقافي وانتمائه الوطني، والمنفتح على كل ما هو مفيد للحضارة الإنسانية، مما يمكنه من إبراز إبداعاته وصقل مواهبه. وعد الجاسر اللقاء ترسيخا ودعما وتشجيعا لثقافة الحوار بين الوزارة والمثقفات والمثقفين، والتعرف على آرائهم ومقترحاتهم ومرئياتهم، واستخلاص ما يعزز مسيرة التنمية والنماء الثقافي في هذه البلاد وفقا للاستراتيجية الوطنية للثقافة.