أكد ل «عكاظ» وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أن الدولة أنفقت في أيام ميزانية دول في سنوات، وقال إن حزمة القرارات الملكية الأخيرة، تعد إضافة جديدة لرفاهية المواطن وخدمته، وأن المواطن يشغل مساحة كبيرة في وجدان خادم الحرمين الشريفين. وأضاف «من الملك عبدالله نتلقى التوجيهات المتتالية، بأن المواطن هو الركيزة والمحور الأساس في مواصلة البناء والتنمية، وأنه يجب إمداده بما يعينه ويحفز قدراته، ويفتح كافة المجالات والفرص له، وهذه حقيقة فلا تنمية ولا ازدهار في ظل غيابه أو تغييبه». وذكر «أن المبالغ الضخمة التي ضخها لهذا الغرض النبيل، جاءت من جانب آخر تقديرا منه لأهمية رعاية المواطن، وتأمين الحياة الكريمة له، مدا لصلاته الجزلة التي تستشعر دوما أهمية الإنسان السعودي، وتؤكد على دوره المحوري والحيوي في التنمية الوطنية، فالمواطن حقيقة هو من يصنع بعمله وإخلاصه وجده وتفانيه تنمية ورفاهية وطنه، عندما يوظف مثل هذه العطاءات والدعم السخي التوظيف الأمثل، ولا يتواكل عليها ويتوانى أو يتقاعس». وأكد على الجميع ضرورة تقدير هذا الدعم بالعمل المخلص والجاد لرفعة الوطن، وخدمة المواطن، وزاد إن البذل السخي الذي استهدف الفئة المحتاجة للدعم والمساندة لتحقيق متطلب شمولية الرفاهية الوطنية يجب أن يقرأ قراءة صحيحة من قبل المستفيدين منه، فوطن أعطى وأجزل يريد مقابل ذلك جدا في العمل وصدقا في الأداء، لتحقيق صالحنا الآني وصالح أجيالنا المقبلة، وما لم ندرك هذا الشعور ونتعاطى معه كما يجب فلن نؤدي حق الوطن علينا، ولا حق كل منا على الآخر، والنتيجة على الجميع إيجابا أو سلبا. واستطرد قائلا إن الرؤية الرشيدة للإنسان السعودي لا يمكن أن تنأى لحظة واحدة عن هذا الشعور المترسخ، ولن نتطلب شواهد عليها سوى محبة تشربتها القلوب، ولهجت بها الألسنة تثمينا لإنفاق الدولة السخي على الوطن والمواطن، فما أنفق على المواطن خلال بضعة أيام يعادل ميزانية دول في سنوات. ومضى قائلا إن المواطن يغبط كثيرا على تلمس قيادته لحاجاته واستشعارها بأهمية دوره ورعاية كرامته، وشاهدنا خلال الأيام الفائتة مشاهد لا نقول بأنها جديدة، بل متجددة تؤكد صدقية الإخلاص والولاء المتجذر، والحقيقة أنها لا تنشئ في هذا معنى جديدا بل ترسخ مضامين في ضمير المواطن، فمشهد هذه التجليات الوطنية لا يغيب، كما أن العطاء الوطني في حس ولاة الأمر حاضر لا يغيب، نحن في الحقيقة نعيش أجواء وطنية تحفها اللحمة والولاء والعمل الجاد لصالح الجميع، فكل منا ترتسم على محياه وفي وعيه معاني الوطنية الصادقة، وما منا من أحد إلا وهو يتحمل مسؤولية وطنية كل بحسب قدرته، فالوطن يريد منا الكثير، ولا خير فينا إن لم نؤد الأمانة على أكمل وجه، وهناك غرس أينع وقطفنا ثمرته، وآخر ننتظره، وثالث نتعاهد غرسه كل يوم، ورابع نباشر غرسه بسواعد نقية نزيهة. وأضاف يجب أن يعلم كل منا أن تنامي الوطن وازدهاره رهن بسواعد رجاله، خصوصا وقد من الله علينا بقيادة أدركت برشدها وديانتها وأمانتها ومحبتها لنا ومحبتنا لها عظم الأمانة، فبذلت وأعطت، وبقيت العهدة والمسؤولية على المواطن، وتكاملت عنده أدوات الدعم والإسناد، ليحركه الضمير الإيماني بتقوى الله جل وعلا فيما أسند إليه، وما بين جنبيه من قوة وقدرة على العمل والإنتاج، مع الوعي والتفكير الجاد، مرتفعا بهمته، وقد جربنا في عملنا المتنوع أن البطالة الحقيقية هي بطالة العقول والهمم والسواعد (متى أتيحت لها الفرصة) وقد أتيحت، فحري بنا أن نكون على مستوى الطموح فينا والثقة بنا، مؤكدا بأن مرفق العدالة يثمن العطاء السخي من خادم الحرمين الشريفين، ويرى فيه استحقاقا على المواطن بالتشمير عن ساعد الجد ومواصلة العمل بهمة وصدق، لخدمة صرحنا الوطني.