• إذا لم نتحدث في هذه المرحلة بكل أمانة وشفافية ومصارحة عما ينبئ به مسار كرة القدم السعودية، من خلال ما جاءت عليه كل المباريات التي خاضتها الفرق الرياضية، بعد «فراغ» منتخبنا من المشاركة في بطولة كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة بالدوحة مؤخراً، وما أصابه وأصابنا من خروج و»خراج» وقروح لن يستنكف من تكرار ذكرها وتذكرها بكل تفاصيلها وأوجاعها ومراراتها، إلا من لا يجد أية ضرورة أو جدوى من ذكر وتذكر مثل هذه الدروس، برغم أهميتها البالغة، بقدر ما يجيد كل من ينفي هذه الضرورة بلاغة متناهية في صياغة ما يتم نثره من «رماد» العبارات التي يختص ويتفرد بها «القاموس» العربي، ولذلك لا يمكن أن ينافسنا الآخرون في عدم استرجاع أي درس تجرعناه بالأمس، لأننا نمتلك الكثير من الأدلة التي نعتمد عليها في عدم الاسترجاع والاستذكار والتذاكر، وهذه الأدلة هي من صياغتنا، بل يمكن القول إنها من «صناعتنا»، حتى لا تسلب من قبل الغير وتوثق باسمه، مع أن الغير لا يهتم ولا يلتفت لما يقتصر على العبارات والشعارات، بل تركها لنا وسلب منا ما هو أهم وأغلى، وتفردنا نحن بهذه الصياغة والصناعة، وإذا ما «صدح» بها أحدنا راح الآخرون يغرقونها في بحور التكرار الممجوج، وعلى سبيل المثال فقط: «البكاء على اللبن المسكوب»، «ما كان بالأمس بمثابة ملف علينا إغلاقه»، «الخوض في الماضي مضيعة للوقت والجهد»... إلخ. ولهذا ظل يتضاعف ما يسكب ويغلق ويمضي ويضع مما أكبر وأهم من فاقد المجال الرياضي، مما يتجاوز جغرافيا وتاريخيا. •• ومن تابع واقع ومستوى المباريات التي خاضتها الفرق الرياضية، بعد انتهاء كأس أمم آسيا في «كوكتيل» مباريات منافسة كأس ولي العهد تارة، وتارة أخرى مباريات دوري زين السعودي لا يمكن أن يصدق ما ظهرت عليه من التدني والضعف والرتابة، التي لا يمكن أن تجد لها مثيلا، بأي نسبة تذكر في مباريات نفس الفرق وفي نفس المنافستين في الموسم السابق، بل وما سبقه من مواسم. ومن المؤسف أن هذا الانحدار والتراجع لم يغب حتى عن أكبر وأهم اللقاءات، حسب ما كان مرتقبا ومتوقعا أن تظهر به، قياسا لما أحيطت به قبل أوانها من شد وجذب ضاقت بهما كل قنوات الإعلام ومساحاته، ما جذب لها من الجماهير ما تعرى بكثافتهم ما لا يسر من القصور والمخاطر أمام منافسة مخيبة لكل الآمال والتطلعات، فإذا لم نتحدث في مرحلة كهذه بما تستوجبه الأمانة تجاه رياضة وطن، فمتى عسانا نتحدث؟ وكيف لنا أن نغلق أي ملف قبل أن نستوفي حلوله.. والله من وراء القصد. تأمل: ما يصعب تحمله يستوجب مراجعته تجنبا من تكراره. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز124 مسافة ثم الرسالة