أجرى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، عدة محاولات جادة لتحقيق ارتداد، عن طريق سهم سابك الذي يعتبر القائد الفعلي للسوق في الفترة الحالية، ولكن لم يكتب لها النجاح، معتمدا على السيولة الانتهازية، التي شهدت شبه عزوف عن الدخول في اليومين الماضيين. وأمس حاولت الدخول مرة أخرى ما جعل السوق في حالة ارتداد وهمي قصير، في أغلب فترات الجلسة، بمعنى أن الهدف من هذه الارتدادات هو المضاربة، وبالعكس في حالة دخول السيولة الشرائية الحقيقية في الجلسات المقبلة ستحقق السوق ارتدادا جيدا، يمكن أن يتطور حتى يصبح مسارا صاعدا له شركاته المرافقة وسيولته وكمياته المطلوبة. إجمالا، تحتاج السوق في الفترة الحالية إلى مزيد من الوقت لكي تستوعب الأحداث الجارية في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، كغيرها من الأسواق المالية، التي أصبحت تعاني من «فوبيا» الأزمة المالية التي حدثت في العام 2008م، ما رفع عندها حساسية التأثر بالأخبار السلبية أكثر من غيرها من الأسواق الأخرى، مع ملاحظة أن التأثير على السوق المحلية يأتي من خارجها، وليس من داخلها، وفي أوقات ما بعد الإغلاق نتيجة قلق المستثمرين ومتابعة الأخبار بشكل دقيق، وذلك يتضح من خلال تزايد الضغط على السوق كلما اقتربت من الإغلاق، أي بمعنى أنها في حالة مخاض من المتوقع أن تظهر نتائجها في الجلسات المقبلة. على صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام جلسته على تراجع، وبمقدار 49 نقطة، أو ما يعادل 0.78 في المائة، ليقف عند خط 6333 نقطة، وبحجم سيولة بلغ 3.547 مليار ريال، وكمية أسهم منفذه بلغت نحو 153 مليونا، توزعت على أكثر من 79 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 25 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 97 شركة، واتسم أداء السوق بالتذبذب السريع في نطاق قارب 100 نقطة كمقارنة بين أدنى وأعلى نقطة يسجلها خلال الجلسة. وافتتحت السوق جلستها اليومية على ارتفاع، ومع تزايد السيولة الانتهازية غلب عليها التذبذب السريع بين الصعود والهبوط، وكانت أسعار الأسهم تشهد تقلبات أكثر حدة من الجلسات السابقة، وذلك يعود إلى عدم استقرار السيولة، إضافة إلى مواصلة الضغط على المؤشر العام والسوق معا من قبل الشركات القيادية.