لا توجد دولة فقيرة مطلقا بحسب مواردها الطبيعية، فمن قبل أن يخلق الله الإنسان قدر أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين.. العالم ثري بموارده وأراضيه وإنتاجه أيضا، فمهما كثر الناس، فلن ينضب الماء، لأن الماء لا زال يغرق العالم، ومهما كثر الناس فالثروة السمكية لا تزال تتوالد وكذلك فالكثير من القمح والشعير يتوافر، ولن تعيق نظم الحياة من رزق الإنسان شيئا. ومن وجه الغرابة بما لا يتفق مع نظرية فقر الدول أن دولة الصين لا تزال قائمة منذ قديم الأزمان لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اطلبوا العلم ولو في الصين». وهذا معناه أن الصين كانت منذ ذلك الوقت ومن قبل أيضا قد ازدهر فيها العلم وانتشرت فيها الحكمة، وعرفوا الزراعة ومواسم الحصاد، ومارسوا التجارة وكثرت أموالهم وبقي الناس يتكاثرون إلى جانب ذلك حتى تجاوزا المليار بمقدار الربع وربما أكثر، فلماذا لم يفقروا إذن وينهار نظامهم الاجتماعي. وهل يعقل أن هناك دولا لا يتجاوز تعداد سكانها عشر الصين ولكنها دوما تشتكي الفقر وهي تستدين ولا تدين أحدا وترتفع فيها الضرائب، فيما تقل فيها فرص كسب العيش الشريف للإنسان العادي.. تلك هي المشكلة إذن، وهي مشكلة فساد إداري ومشكلة طمع، فالقليل من الناس جدا في أماكن كثيرة من العالم يريدون وضع أيديهم على حقوق الأغلبية الساحقة، ولا توجد مطلقا مشكلة ندرة في الأرزاق، فالأرزاق تكفل بها الله، لأنه قدر أقواتها في أربعة أيام، وهذا معناه أيضا أن الله منح تدابير الرزق أكثر من غيره. فهل يعقل أن الصينيين اكتشفوا حكمة الله في مسألة الرزق والقوت، بينما صار الكرم الإلهي خافيا على كثيرين ممن يرون كرمه يتجلى في البر والبحر وما يطير في السماء أيضا، ولكنهم مع ذلك يقولون يوجد كساد فينا وحولنا. لقد شحت الأرزاق لدرجة أنه آن الوقت لكي يهلك مساكين العالم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة