(رسالة من صديق مصري) صديقي .. أكتب لك وصدري ممتلئ بغازات مسيلة للدموع وثاني وأول أكسيد الكربون، فللتو عدت من ميدان التحرير، وعاد الإنترنت؛ وها أنا أرد على رسائلك الكثيرة التي حملت سؤالا واحدا «هل أنت بخير .. كن بخير لأجل المستقبل»؟ يا لهذا المستقبل المخيف والمسؤول عن تحريضنا نحن الشباب للخروج إلى ميدان التحرير نهتف وبصوت واحد «نريد إسقاط النظام»، ولكن هل تعلم ما الذي أعنيه بهذه الجملة؟ كنت أعني هنا الحكومة والمعارضة ومن أسموا أنفسهم الحكماء وأمريكا وإيران وإسرائيل والقنوات الكاذبة التي انقسمت فئة مع الحكومة وأخرى ضدها، لأن فئة تدفع لها الحكومة والثانية تدفع لها المعارضة، ولا أحد معنا نحن الشباب الذي أخافنا المستقبل كثيرا، على الأقل أخافني أنا. نزلت للشارع وليس لدي أي «أجندة سياسية» ولا طموحات للانقضاض على السلطة، فقط أريد فرصة عمل علي أحقق طموحي، فبدون العمل الذي سيدر المال، سأصبح جاهزا للبيع، لمن يدفع وسأهتف له، وكان نزولي لميدان التحرير محاولة أخيرة لإنقاذ نفسي من سوق «النخاسة» الذي أصبح قادرا على بيع الشاب والفتاة لمن يريد، بغض النظر هل سيباعان ليفجر نفسه، وترتدي هي الحجاب أم سيباعان لسكان الليل. أرجوك تحديدا هنا لا تمارس دور المنظر علي يا صديقي، فالفقر يدفع الإنسان لتغيير ليس مبادئه فقط، بل وعقيدته، اسأل سكان أفريقيا الذين اعتنقوا الديانات السماوية، اعتنقوها برغيف .. برغيف يا صديقي. وأكمل .. في اليوم الأول من نزولنا أربكنا الجميع الحكومة المعارضة أمريكا إسرائيل إيران والقنوات الكاذبة، فلا أحد يعرف من نحن ولمن نتبع، ولا هم جواسيس كل هؤلاء زودوهم بمعلومات عنا، لأننا لسنا حزبا وليس لدينا «أجندة سياسية»، كنا شبابا يخيفهم المستقبل، لا أكثر ولا أقل، ونقاوم دخول سوق «النخاسة» الذي يبيع حتى منظري السياسة. هذا الارتباك هو من دفع الجواسيس يندسون بيننا، ذاك يسأل: من أنتم؟، وآخر ملتحٍ يريد أن يطمئن بأننا لسنا ليبراليين تمولهم السفارات، وثالث يعيد نفس السؤال: من أنتم؟ وكنت أتجاهل كل هذه الأسئلة، وأهتف مع البقية «نريد تغيير النظام»، وكنا نقصد الحكومة والمعارضة والحكماء أيضا، لو أن أحدهم سألني: ما الذي تريد؟ كنت سأقول له: أنا جائع لوطن جميل. نكمل غدا .. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة