وسط تلك الأمطار الغزيرة والسيول القوية التي غمرت جدة للمرة الثانية بعد عام كامل، واجتاحت معظم أحياء مدينة جده مخلفة وراءها الكثير من الخسائر الروحية والمالية والاقتصادية والبيئية، إضافة إلى الصدمات النفسية لدى الكثير من السكان، دخل أهالي مدينة جدة في معاناة جديدة من نوعها وغير مسبوقة حيث انتشر بين الأهالي داء جديد وغير مألوف لسكان جدة يدعى (فوبيا المطر). فقد تلاحظ على الجميع حالة الرعب والتوتر أثناء التغييرات الجوية والخوف مما قد يحدث من هذه التغييرات المناخية، لذلك يجب على المسؤولين أخذ الاعتبار قبل إعادة تأهيل أحياء المدينة إعادة تأهيل نفسيات سكانها، وأن لا تكون ردة الفعل المنتظرة من المواطنين هي محاسبة المتسببين وراء تلك الكوارث من أمانة مدينة جدة فحسب. فقد اعتاد المواطنون في حالة حدوث مثل هذه الكوارث الطبيعية طلب العون من رجال الدفاع المدني الأوفياء حيث ينظرون إليهم بعين الشفقة على ما يقدمونه من مساعدات لإنقاذهم، ولكن هذا العام حدثت كارثة ثانية، الجديد فيها هو التحول السلبي في قناعات الناس عن الدفاع المدني وأصبح معظم سكان حي الهنداوية في جدة يطالبون بمحاسبتهم بعد أن كانوا يطلبون منهم المساعدة وذلك نتيجة تسببهم في حالة رعب وتوتر شديد لسكان حي الهنداوية في شارع الذهب أثناء انفجار محطة بنزين وسط المنازل السكنية والتي أدت إلى إصابة عدد من الأشخاص وتفحم ما يقارب 10 سيارات بالإضافة إلى ما أحدثته من رعب وذعر غير مسبوق في نفوس أهالي الحي والمواطنين أدى إلى ترك منازلهم والخروج منها إلى المساجد أثناء هطول الأمطار وجريان السيول، لذلك نأمل من المسؤولين محاسبة من له يد في منح تصريح لمحطة البنزين وسط حي سكني وبين المنازل ومحاسبة من يتهاون بنفوس البشر في ظل الإهمال واللامبالاة. نوال محمد بخاري جدة