تسببت الأمطار الغزيرة وما خلفتها من سيول جارفة في انهيار السد المجاور لمخطط أم الخير شرقي جدة، وتضاعف معاناة سكان الحي الذين لم تستمر فرحتهم سوى أسابيع قليلة من حادثة الأضرار التي شهدها الحي من الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة قبل فترة. وبحسب عدد من الأهالي أن تواجد الدفاع المدني وأمانة جدة في الحي لم تكن متوقعة إذ أكدوا أن حضور الجهات المسؤولة لم يكن على قدر حجم الكارثة الكبيرة التي وصفها الأهالي أنها أكبر من الكارثة التي اجتاحت جدة قبل عام من الآن. وأكدوا أن منسوب المياه داخل البيوت وصل حوالى 2 متر. وأكد المواطن سامي حابس أن غزارة الأمطار سببت رعباً كبيراً في نفوس سكان الحي، حتى بدأ النساء والأطفال في البكاء متذكرين مشاهد الرعب للكارثة الماضية. مشيراً أن جميع الأحداث المسبقة لم تحرك في الجهات المسؤولة خصوصاً أمانة جدة ولم تكن لها دافعاً لمحاولة إصلاح الوضع العام للحي وللمدينة بأكملها. مستغرباً من الصمت الغريب للأمانة حيال ما حدث ويحدث في مدينة جدة من غرق وقت هطول الأمطار. وقال: «تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار السد الاحترازي الموضوع أمام الحي وأسهمت قوة وتدافع المياه في ارتفاع منسوب المياه داخل المنازل». مشيراً إلى أن منسوب المياه وصل إلى 2 متر مربع. وأكد حابس الخوف الشديد الذي يعتري سكان الحي من تكرار الحادثة مرة أخرى إذا لم يعتدل الوضع، مشدداً على أن الخسائر التي تعرض لها الحي ضخمة جداً، طاولت الأثاث والسيارات، ويمكن تقديرها بمئات الآلاف. مشيراً إلى أن الحي بأكمله غرق في المياه. من جهته، أكد المواطن عبدالله الفواز أن الحي مهدد بكارثة حقيقية إذا لم تتدخل الجهات المسؤولة عاجلاً وتتخذ إجراءات جذرية تضمن سلامته. مشيراً أن غرق مخطط أم الخير السكني السابق لم يسهم في تحرك الجهات ذات العلاقة في وقف أي كوارث مستقبلية، بل ظل الوضع على ما هو عليه، وهو ما أسهم في انهيار السد الجانبي المقابل للحي وتسبب في كارثة مياه في الحي. وقال: «إن الأضرار التي تعرض لها حي أم الخير كبيرة، وعمت أرجاء منازل الحي، وتضرر الأثاث والجدران والسيارات». متسائلاً: «كيف يتم إنشاء مخطط سكني على مجرى سيل؟ ومن المتسبب في ذلك؟ موضحاً لا توجد حلول وسط أو مهدئات في مثل هذا الوضع فإما إزالة الحي كاملاً أو إنشاء شبكة يتم من خلالها تصريف المياه بأمان مؤكداً أن مدينة جدة بالكامل ومخطط أم الخير خصوصاً تشكو من ضعف البنية التحتية». وأوضح مواطن آخر من سكان الحي ل «الحياة» أن التيار الكهربائي مقطوع عن الحي بالكامل، ولم يعد حتى الآن مضيفاً: أنه إلى الآن سكان الحي في حيرة من أمرهم من تعامل الجهات الرسمية كالدفاع المدني الذي طلب من الأهالي مراجعة الإدارة العامة للدفاع المدني حول خروجهم إلى شقق مفروشة بدلاً من منازلهم التي غمرتها المياه. وشدد أن أمانة جدة تفتقد النظرة الاحترافية لتقويم حاجات الأحياء في شرق جدة.