لدي قبعتان أرفعهما اليوم، الأولى لرجال الدفاع المدني الذين برهنوا على أنهم عند مستوى التحديات، فهم على الأقل يبذلون جهدهم بنسبة 100 في المائة من طاقتهم وقدراتهم وإمكاناتهم!! ولا أظن أن هناك جهازا حكوميا اختبر كما اختبر الدفاع المدني، ففي إحدى المراحل كان عليه أن يواجه أربع مسؤوليات في وقت واحد: الزلازل في العيص، موسم الحج، تداعيات النزوح في الحرب ضد المتسللين على الحدود في منطقة جازان، وكارثة السيول الأولى في جدة، وجميعها مسؤوليات جسام تطلبت مباشرة جهود ميدانية مكثفة لتنفيذ عمليات الإخلاء والإيواء والإنقاذ وإدارة الحشود. في كارثة سيول جدة الثانية، كانت النتيجة استنفارا لكامل طاقات الذات في تنفيذ المهمات وأداء الواجبات، بما يتجاوز حدود الإمكانات والقدرات!! القبعة الثانية، ومعها عقالي وشماغي، سأرفعها احتراما وتقديرا وإجلالا للمتطوعين من المواطنين والمقيمين في جدة، الذين هبوا بلا تردد للمساهمة في جهود الإغاثة وتقديم المساعدة للمحاصرين والعالقين والمحتاجين، هؤلاء هم فخر الوطن ومصدر اعتزازه، هم جوهر الخير الكامن في الإنسان، وفي الأزمات تنكشف المعادن وتبرز الفوارق!! قد تبرز الأزمات أوجها سلبية كثيرة، وتخلف في النفوس آلاما عميقة، لكنها أيضا تمنحنا الفرصة للتعرف على أنفسنا وحقيقتنا وقدراتنا!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة