برزت خلال أزمة سيول جدة علامات إيجابية وأخرى سلبية، من العلامات الإيجابية الجهود التطوعيه لأفراد المجتمع في مد يد العون والمساعدة والتفاعل مع معاناة المتضرين، وهذه من سمات المجتمع المتكافل المتعاضد التي تبرز في الأزمات والملمات!! وكذلك برز دور إيجابي مسؤول لوسائل الإعلام وخاصة الصحافة المطبوعة وبعض كتابها في تسليط الضوء على الأزمة، مما أسهم في تفعيل ردود الفعل الرسمية ووضع الكارثة في حجمها الطبيعي بعد أن حاول البعض في ساعاتها الأولى تحجيمها وحصرها في أطر ضيقة!! ومن الإيجابيات أيضا أن الكارثة شكلت الحد الفاصل بين الاستمرار في دوامة تقاذف وتوارث مشكلات جدة وتخبط اجتهادات وضع حلولها وبين الوقوف وقفة حاسمة وصارمة لتحديد مسؤوليات المقصرين ومحاسبتهم وبدء ورشة عمل جادة وفعلية لتقدير احتياجات المدينة ووضع حلول جذرية لمشكلاتها!! أما السلبيات، فقد تمثلت في ارتباك وعجز بعض المؤسسات والإدارات في البداية عن مواكبة الحدث وكيفية التعاطي معه، مما عكس غياب القدرة على مواجهة الأزمات وعدم وجود أو جهوزية خطط الطوارئ!! من السلبيات أيضا انفعالية وعدم واقعية تصريحات بعض المسؤولين في بداية الأزمة، الأمر الذي فاقم حالة الارتباك ولم يراع الحالة النفسية للمتضررين!! من السلبيات أيضا غياب تفاعل المؤسسات الأهلية والشركات التجارية عن الأزمة فلم نسمع أو نقرأ عن أية بادرة من القطاع الخاص للتخفيف من آثار الأزمة أو المساهمة في تقديم العون والمساعدة للمتضررين، ولو حتى في شكل مشاركة وجدانية عبر إعلان تعزية لذوي الضحايا والمتضررين!! لكن السلبية الأعظم كانت أشبه بمحاولات قفز الفئران من السفينة الغارقة، عندما بدأ الكل يتملص من المسؤولية وكأن مغادرة السفينة المهددة بالغرق أولى من محاولة إنقاذها!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة