من امتلك الجرأة على التصادم مع مجتمعه في كل شيء لن أستغرب منه الجرأة على الدفاع عن تجار الوجاهة الزائفة الذين تبرعوا بعشرات الملايين لمؤسسات أكاديمية وتنموية أجنبية في الخارج في الوقت الذي لم ينل فيه وطنهم الذي صنع وجاهتهم وشكل ثرواتهم ولو حتى بعض فتات عطائهم للخارج!! لقد قلتها من قبل وأكررها اليوم أن أزمة جدة كشفت معادن كثير من الناس ومنهم بعض كتاب الصحف الذين برهنوا من جديد على أنهم غرباء عن مجتمعهم ويعيشون حالة انفصال وعزلة عن همومه التي يطلون عليها من أبراجهم العاجية العالية!! وعندما انتقدت تجار ووجهاء جدة الغائبين عن المشهد المأساوي لجدة فإنني كنت أقصد تجار الوجاهة الزائفة والزبرقة الإعلامية وعشاق الفلاشات ممن أثروا على حساب جدة وفاضت أموالهم على الغرباء خارج الوطن، ولم أكن أعني بأي حال التجار والوجهاء الشرفاء الذين يصدون عن الفلاشات ولا تعرف شمالهم ما تنفق يمينهم فهؤلاء هم تجار ووجهاء جدة الحقيقيين الذين لا يمكن إنكار دورهم وإسهامهم في دعم المشاريع الخيرية والعناية بالمحتاجين!! وليس أسوأ ممن داسوا على جراح الناس بتصريحاتهم المؤلمة بمحاولة حصر الكارثة في إطار الحدث الطبيعي أو اتهام الإعلام بالمبالغة في تغطيتها غير كتاب غطوا في سبات عميق طيلة أيام الكارثة الأولى وعندما أفاقوا من سباتهم المخجل أنشبوا مخالبهم في زملائهم الذين انتصروا لجدة وضحاياها بدلا من أن ينشبوها في من صنع الكارثة، وأسقطوا على الأمر إسقاطات عنصرية بغيضة لو عقلوا لأدركوا أنهم أول من يسحق تحتها، ثم استفزهم أن يجد أهل الفساد والتقصير والإهمال من ينتقدهم ويطالب بمحاسبتهم، وكأن مثل هذا النقد وهذه المطالبة جريمة، بينما الجريمة الحقيقية هي محاولة الدفاع عن عش الدبابير!! وإذا كانت بعض أحياء جدة قد غرقت اليوم في تراكمات عقود من التقصير والإهمال والفساد وسوء الإدارة فإن هناك من كان دائما غارقا في شيفونية زائفة لا تقل زيفا عن وجاهة ومصداقية من هب للدفاع عنهم!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة