غيب الموت البارحة الأولى أول طبيب سعودي في المسالك البولية عبد الرحمن طه بخش إثر معاناته مع تليف الرئة، ووري جثمان الفقيد في مقابر المعلاة فجر أمس بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام. وعبرت الأوساط الطبية عن بالغ حزنها برحيل أحد أطباء الرعيل الأول الذي عاصر معظم وزراء الصحة في المملكة، ووضع بصمات واضحة في القطاع الصحي الخاص. الأمل والطموح وقال نجله الدكتور طه بخش، رحم الله والدي الذي خطا رحلة حياته بالأمل والطموح دون أن يشكو يوما من متاعب هذه الحياة، واضعا نصب عينيه كل ما يستطيع تقديمه للوطن، فقد كرس كل حياته رغم عمله اليومي في خدمة الفقراء واليتامى والمحتاجين بجانب صديقه ورفيق دربه الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله. وأضاف «حرص والدي على خدمة المرضى المحتاجين والفقراء وخصوصا مرضى داء السكر عبر الجمعية، ورغم انشغاله اليومي كان دائم السؤال عن الخدمات الإنسانية التي كان يتعامل معها في صمت». وحول علاقته بوالده قال الدكتور طه «والدي كان بالنسبة لنا أخا وصديقا، حرص منذ الصغر أن يعلمنا ويترك لنا مجال اختيار التخصص في المستقبل، وبدافع حبي لرسالة الطب الإنسانية حرصت على تخصص إدارة المستشفيات إلى أن حصلت على الدكتوراة، وعملت في مستشفى بخش بجانب والدي، وتتلمذت على يديه الكثير، فقد كان بجانب خبرته الطبية في تخصصه الجراحي خبيرا في إدارة المستشفيات، وقد وضع الكثير من الرؤى الإدارية، وشارك في العديد من الطروحات والمناقشات التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية». رئاسة الجمعية ورأى أحد المؤسسين لجمعية أصدقاء السكر والمعاصرين للفقيد الدكتور عبد الرحمن بخش، البروفيسور سراج ميرة، أن للفقيد أيادي بيضاء في خدمة الرسالة الإنسانية، فقد كان أحد المؤسسين لجمعية أصدقاء السكر، ومساندا للمرضى من خلال تبرعه بجزء كبير من مستشفى دار الشفاء لخدمة المرضى غير المقتدرين والمحتاجين. وأشار إلى أن الفقيد كان رغم مرضه يمنح كل وقته في متابعة أحوال المرضى، وقد استقبلنا الأسبوع الماضي في بيته، وناقشناه في رئاسة مجلس إدارة جمعية السكر خلفا للراحل الفقيد الدكتور محمد عبده يماني وقد وافق على ذلك، إلا أن قدر الله كان فوق كل شيء. أياد بيضاء وفي نفس السياق، عبر المدير العام الطبي لمجموعة مستشفيات بخش ومدير عام مستشفى بخش في مكةالمكرمة الدكتور سليمان مرداد عن بالغ حزنه برحيل طبيب الرعيل الأول، وقال «كان الراحل مدرسة طبية كبيرة، وموسوعة ومرجعا لكل الأطباء على الساحة الطبية لما يتمتع به من خبرة واسعة، وكان عصاميا منذ أن بدأ حياته من الصفر إلى أن كون مستشفاه ومجموعته». وأضاف «مآثر الفقيد لا يمكن حصرها، فقد كان صاحب أياد بيضاء، مقدرا ظروف الفقراء والمحتاجين، ومساندا غير المقتدرين في تسديد الالتزامات العلاجية، وبذل جهودا كبيرة في خدمة مرضى السكري عبر جمعية أصدقاء مرضى السكر». جمعية السكري وتحدثت مشرفة جمعية أصدقاء مرضى السكري الخيرية في منطقة مكةالمكرمة ومقرها جدة حنان سرحان قائلة، كرس الدكتور عبد الرحمن بخش جهده الإنساني في خدمة مرضى السكري، فكان يشعر بمتاعب ومضاعفات هذه الفئة من المرضى سواء المعتمدين على الأنسولين أو الحبوب، ولم تتوقف طموحات الدكتور بخش أحد المؤسسين للجمعية عند خدمة المرضى وتوفير العلاج لهم، بل فتح آفاقا جديدة لمرضى السكري من خلال الوصول إلى مرضى السكري في القرى والهجر بعد تبني الجمعية الفكرة التي أطلقها الراحل الدكتور محمد عبده يماني بمشاركة الأعضاء وهي العيادة المتنقلة المزودة بكادر طبي متكامل يقدم خدمات تشخيصية وتحليلية وعلاجية لمرضى السكري.