مع انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة وانحسار الاحتجاجات الشعبية التي رافقتها تتركز الأنظار الآن على شكل الحكومة المرتقب تشكيلها من قبل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال والقيادي في تيار المستقبل حسن منيمنة لفت إلى «أننا سنعمل على قاعدة أننا معارضة بكل الطرق السلمية والديمقراطية، ومنفتحون على كل حوار»، مضيفاً «إن كل القوى في 14 آذار اعترضت على طريقة تسمية الرئيس ميقاتي»، لافتاً في السياق عينه إلى أن «هناك فريقاً، يسمى اليوم بفريق الحزب الواحد، هو الذي يريد أن يملي شروطه وهو الذي يريد أن يعين رئيس مجلس الوزراء وفرض كل شيء». واعتبر الوزير منيمنة في تصريح له أمس الأول (الثلاثاء) أن «كل ما دار في الفترة السابقة كان محاولة لأن يقوم الرئيس سعد الحريري بالتخلي عن المحكمة مقابل إعادة تكليفه تشكيل الحكومة». وقال «إذا كان الرئيس ميقاتي مستعداً لأخذ تعهدات في موضوع المحكمة، فيمكن البحث معه». وأضاف «لن نتخلى عن مبادئنا وأهدافنا الأساسية وأولها المحكمة الدولية»، مشيراً إلى أنهم «يرمون كل الأمور على أمريكا وعلى الغرب من أجل تبرير كل سياساتهم الخاطئة والفاشلة». من جهته، رأى ممثل التيار العوني في حكومة تصريف الأعمال وزير السياحة فادي عبود أن موضوع تأليف الحكومة المقبلة لن يطول كثيرا خاصة وأن رئيس الحكومة المكلف بدأ الاستشارات مع الكتل النيابية وكل الأبواب مفتوحة، متوقعا أن تكون الحكومة المقبلة «مطعمة». فيما رأى عضو الكتلة العونية النائب حكمت ديب إلى أن «الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي نجح بالفترة القصيرة، ولكن الأمر يتوقف الآن على الفريق الذي سينشئه حوله، ونحن مستعدون لمساعدته»، موضحاً أن «أشكالا عدة مطروحة الآن لهذه الحكومة، بينها حكومة أقطاب، وحكومة موسعة، ولكن ليس هناك شيء جاهز لأننا في بلد نريد أن نأخذ آراء الجميع فلا يمكن الاستئثار». عضو تكتل «لبنان أولا» النائب خضر حبيب شدد على أن تيار المستقبل لن يدخل إلى حكومة «رئيسها معين من قبل حزب الله»، مؤكدا في الوقت عينه «الحرص على أن لا تخرج حركة الاحتجاجات الشعبية على لا دستورية ولا ميثاقية هذه الحكومة عن الأطر الديمقراطية السلمية، سيما في طرابلس التي يحرص أهلها على عدم تطور تحركاتهم الاحتجاجية إلى أحداث أمنية تزعزع الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان». فيما رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتفت أن «الوضع السياسي في لبنان مربك جدا»، لافتا إلى أن ما مارسه «حزب الله وفريق 8 آذار من ممارسات إرهابية في الأسبوع الماضي أدى إلى تغيير موقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وعدد من النواب». واعتبر أنه «حتى هذه اللحظة نحن نعتبر أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ممثل لحزب الله في الحكومة». عضو كتلة «الكتائب اللبنانية»، النائب إيلي ماروني، رأى أن «الانقلاب لم يستكمل بعد في نظر حزب الله وله تكملة، وتشكيلة الحكومة جاهزة لديهم الآن إذا أرادوا أن يتشاركوا فعلا مع شركائهم في الوطن ويجلسوا للتحاور والنقاش في بعض الأمور والمواضيع التي تشكل أساسا ومسلمات لقوى 14 آذار». وردا عن كلام أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن إعطاء فرصة سنة لهذه الحكومة فإذا لم تسر بشكل فاعل فلتسقط أو تستقيل، قال بأن «سنة واحدة كفيلة بقلب كل الموازين وكفيلة بجعله انقلابا حاصلا في الإدارات وقد لمسنا بالأمس وجود تناقض في مواقف المعارضة». ميدانيا، سيطر الهدوء الحذر على كافة المناطق التي شهدت اعتراضات شعبية أمس الأول وتحديدا في بيروتوطرابلس فيما سير الجيش اللبناني دوريات مؤللة في العديد من المناطق فيما فضلت العديد من المؤسسات التربوية عدم فتح أبوابها لليوم الثاني على التوالي تحسبا لأي طارئ.