دشنت مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية البارحة الأولى كتاب وثائق من الغاط، بحضور محافظ الغاط عبدالله الناصر السديري وعدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين. وأكد عضو المؤسسة الدكتور عبدالواحد الحميد في كلمته في حفل التدشين في قاعة مركز الرحمانية الثقافي في الغاط، أهمية الكتاب في توثقيق تاريخ المحافظة. وتحدث مؤلف الكتاب الباحث فائز بن موسى البدراني، عضو الجمعية التاريخية السعودية، عن مراحل إعداد الكتاب وجمع مادته من الوثائق التي وصلت إلى 2000 وثيقة جاءت في ستة مجلدات يبلغ مجموع صفحاتها 3128 صفحة، تراوحت تواريخها بين عام 1120ه تقريبا وعام 1370ه. ولفت البدراني إلى أن الكتاب تمت إحالته في المراجعة النهائية إلى خمسة باحثين من الأكاديميين والمهتمين في الوثائق وتاريخ منطقة الغاط، وذلك للاستفادة من مرئياتهم، مضيفا «كان لرؤاهم الأثر الكبير لظهور الكتاب بالشكل النهائي». وكشف الحربي أن أقدم وثيقة شملها الكتاب كانت وثيقة غرس نخيل تعود لعام 1120ه. واعتبر عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في قراءة للكتاب «إن الوثائق جاءت برصد دقيق وعرض علمي ومقارنات بحثية أصيلة مقدمة أول عملية توثيقية منهجية في نوعها في المنطقة الوسطى». وشهدت الأمسية عددا من المداخلات التي استحضرت تاريخ الغاط، وتحدث الدكتور توفيق السديري عن تاريخ انتقال أسرة السديري إلى الغاط قائلا: «انتقلت الأسرة من وادي الدواسر إلى منطقة سدير ثم محافظة الغاط مرورا بالقصيم حيث سكن جد الأسرة في مدينة عنيزة لبعض الوقت». وشارك زياد بن عبدالرحمن السديري في الإجابة على أسئلة الحضور عن مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية، مبينا أن المؤسسة تبنت إصدار 100 كتاب، دعمت من خلالها الحراك الثقافي في المملكة. واستطرد قائلا: «إن كتاب وثائق من الغاط سوف يتم توزيعه في كثير من المكتبات الكبيرة على مستوى المملكة وعلى موقع المؤسسة على الإنترنت». وعن قلة تواجد كتب المؤسسة في السوق المحلية قال: «إن الكتب التي طبعتها وأصدرتها المؤسسة لم يكن الغاية من طرحها الفائدة المادية حيث أن كتب المؤسسة وإصداراتها تباع بأقل من تكلفة إنتاجها وطباعتها». وأعلن السديري أن المؤسسة على أتم الاستعداد لتبني طبع أي كتاب لأي من الباحثين متى ما كانت مادة الكتاب تحمل فائدة ثقافية تفيد الناس.