تنطلق مطلع الأسبوع المقبل في القاهرة اجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام العربي (وكلاء وزراء الإعلام العرب) بمشاركة وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله لجاسر. وأوضح الجاسر أن وزارة الثقافة والإعلام في المملكة ستقدم إلى الاجتماع الدراسة التي كلفت بها من قبل وزراء الإعلام العرب العام الماضي، وهي الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب. وأشار وكيل وزارة الثقافة والإعلام إلى «أن وزراء الإعلام العرب واستشعارا منهم لخطورة ظاهرة الإرهاب ولما لوسائل الإعلام من تأثير على تغذية هذه الظاهرة أو الحد من آثارها ومكافحتها، فقد عمل مجلس وزراء الإعلام العرب جنبا إلى جنب مع مجلسي وزراء الداخلية ووزراء العدل العرب على التصدي لهذه الظاهرة المقيتة، حيث أسهم الإعلام العربي المسموع والمرئي والمقروء والإلكتروني بالوقوف بحزم أمام هذه الظاهرة منذ بواكيرها من منطلق أن العرب والمسلمين هم المتضررون من هذه الظاهرة التي استهدفت المجتمعات العربي وشكلت أبرز معوقات التنمية المستديمة على الصعيد العربي والإسلامي والدولي». وأبان الجاسر أن هذه الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب في مسودتها الأولى والتي تقدمها المملكة، تسعى إلى تطوير منظومة العمل العربي في مجال الإعلام بما يتناسب مع التطورات الإعلامية المتسارعة ومواكبة مستجداتها على الساحة العالمية، خاصة أن الإعلام العربي يشهد حراكا وحركة نشطة لا تنحصر في الإعلام الحكومي الرسمي فقط، بل تمتد إلى الإعلام الخاص الذي بات يشكل حضورا متميزا جنبا إلى جنب مع إعلام الحكومات العربية، مؤكدا أن التعاون بين الإعلام الحكومي والخاص من شأنه التصدي لهذه الظاهرة وكشف زيفها ومن يقف وراءها. واستطرد الجاسر «أن الإعلام العربي بشقيه الحكومي والخاص مطالب بالاستفادة من التقنيات الحديثة في عصر الفضاء المفتوح من أجل توعية أمنية ورفع مستوى الحس الأمني لدى الناس، وتوجيههم توجيها سليما مما يستوجب على الإعلام العربي توخي الدقة في عرض الحقيقة والبعد عن التهويل أو التهوين، وبما لا يترك فراغا يستخدمه الآخر على نحو سلبي». وأفاد الجاسر أن هذه الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب في مسودتها الأولية تركز على دواعي ومبررات وجود مثل هذه الاستراتيجية، وتقنين الرسالة الإعلامية العربية من أجل مكافحة الإرهاب وتحصين المجتمع من المخاطر، وإيصال الصوت العربي للآخر في إطار العالم ينادي بهدف أساسي هو (أمة بلا إرهاب). وقال الجاسر إن الاستراتيجية طرحت منطلقات إعلامية وشرعية ووطنية وتكاملية تسعى إلى دعم أمن العالم العربي واستقرار مجتمعاته، وتساهم في مسيرة التنمية الوطنية وتحقيق أبعادها، كما تتضمن الاستراتيجية أهدافا أساسية لوسائط الإعلام العربية من أجل تحقيقها لضمان مواجهة ظاهرة الإرهاب بشكل يبرز أن الإرهاب يسعى إلى ترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء وهدم المنشآت الحيوية، وكذا محاولة تكوين رأي عام مناهض للغلو والتطرف بصور مختلفة وبمعالجات إعلامية محترفة.