مع استمرار المشاورات السياسية الداخلية وتكثيف الجهود العربية لإنهاء الأزمة اللبنانية، أكد سفير المملكة لدى بيروت علي عواض عسيري، أن الرياض على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ولم ولن تتدخل في شأنه الداخلي. وأفاد في تصريحات ل«عكاظ» أن المملكة كانت وما تزال مع لبنان في أحلك الظروف وستستمر في جهودها مع مختلف التيارات اللبنانية لتحقيق الأمن والسلام في لبنان. وحول رؤيته لحل الأزمة في لبنان، وإن كان الحل خارجيا أم داخليا، قال السفير عسيري، إن حل الأزمة بيد اللبنانيين أنفسهم عبر طاولة الحوار بمشاركة جميع التيارات اللبنانية، مؤكدا أن طاولة الحوار هي الطريق الأمثل لتجاوز الأزمة مطالبا جميع القوى اللبنانية الحفاظ على وحدة لبنان وإيجاد حلول تعمل على تحقيق الأمن والسلام الداخلي، وتغليب الحكمة محل التصادم والوحدة مكان الانقسام والتهدئة بدل التصعيد. وتابع: إن لبنان له إرث سياسي عريق ودولة مؤسسات عتيدة، ونحن على يقين أن جميع التيارات اللبنانية ستعمل وفق مقتضيات الدستور، والتوافق للوصول إلى حلول عادلة ينقذ لبنان من الدخول في مشاكل. وأضاف أن الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين سيستفيد منها أعداء لبنان والمتربصون به مطالبا بتضافر الجهود اللبنانية اللبنانية بهدف الوصول إلى حلول وفق توافق وطني يعيد الوئام لجميع اللبنانيين. وكان أحد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه قدموا استقالاتهم من الحكومة، ما تسبب بسقوطها. وشكلت حكومة الوحدة الوطنية في نوفمبر 2009، وتتألف من ثلاثين وزيرا. وينص الدستور على اعتبار الحكومة مستقيلة حكما في حال استقالة أكثر من ثلث أعضائها. وتأتي الاستقالة بعد بلوغ الأزمة المستحكمة بين الطرفين السياسيين الأساسيين في الحكومة حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، طريقا مسدودا. وأعرب المراقبون عن خشيتهم أن تتطور الأزمة مع صدور القرار الظني عن المحكمة الخاصة بلبنان والذي يتوقع أن يوجه الاتهام في الجريمة التي وقعت في 2005 إلى حزب الله. وأعلن منذ أسابيع أن تسليم القرار إلى قاضي الإجراءات التمهيدية بات قريبا جدا. وشهد لبنان أزمة حكومية من نوفمبر 2006 حتى مايو 2008 بعد انسحاب خمسة وزراء شيعة وسادس مسيحي من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة آنذاك على خلفية خلاف حول إقرار نظام المحكمة الدولية.