دعا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة القنوات التلفزيونية والإذاعية لتحويل نصوص المبدعين إلى أعمال درامية، مشددا على أهمية تخصيص الأندية الأدبية جانبا من برامجها لنشر عدد من الرسائل العلمية المتميزة التي تعنى بدراسة الأدب والثقافة في المملكة. وثمن وزير الثقافة والإعلام، في كلمته التي ألقاها البارحة الأولى في حفل تكريم الأديب حامد حسين دمنهوري الذي نظمه نادي مكة الأدبي، دور النادي المميز في انتهاجه مسار التكريم للمبدعين من المثقفين. واستحضر خوجة سيرة الأديب دمنهوري الذي توفي عام 1385ه قائلا: «عرف شاعرا رومانسيا واعدا، وحقق في الشعر مكانة طيبة، ولكنه عرف منذ وقت مبكر أن رسالته الأدبية ستكون في الرواية، فغادر الشعر ليصبح رائد الرواية الفنية في المملكة العربية السعودية، وليعتبره النقاد الرائد المؤصل لفن الرواية السعودية». ونوه وزير الثقافة بأهمية تحويل نصوص المبدعين إلى أعمال درامية في الإذاعة والتلفزيون، داعيا القنوات التلفزيونية والإذاعية للاهتمام بنتاجهم الأدبي، وقال: «مثل هذا التكريم لا يكون إلا لمن يستحق وعن جدارة أن يولى له اهتمام خاص، ويعاد إثراء المشهد الثقافي بنتاجه عبر الوسائل المتاحة حاليا، وتحوير النصوص إلى أعمال درامية إذاعية وتلفزيونية، كما بادرت بذلك إذاعة المملكة عندما أنتجت مسلسلين إذاعيين لهذه الروايات، كان آخرها مسلسل رواية (ثمن التضحية)، والذي بث العام الماضي، وحصل على ثلاث ميداليات ذهبية في أكثر من مهرجان عربي». وشدد وزير الثقافة والإعلام على أهمية تحفيز الجامعات السعودية طالباتها وطلابها في الدراسات العليا الأدبية؛ لبذل المزيد من الجهد العلمي والنقدي، استكشافا للقيمة الفنية لذلك التراث ولإنصاف مسيرة أدب هذه البلاد. وابتهل وزير الثقافة والإعلام إلى الله تعالى أن يتغمد الأديب حامد دمنهوري بواسع رحمته، وأن يجزل له الأجر والثواب لما قدمه من أعمال أدبية رفيعة. من جهته، اعتبر رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور سهيل بن حسن قاضي حضور وزير الثقافة الاحتفال دعما لتوجه النادي في تكريم رموز الأدب، قائلا ل «عكاظ»: «تكريمنا الليلة لهذه الشخصية يأتي عرفانا بما قدمه، ليس لمكة فحسب، بل للعالم العربي، وللرواية في العالم أجمع، حيث ترجمت رواياته إلى الألمانية والإنجليزية، بغية الاستفادة منها بشكل أوسع، وقد قام النادي الأدبي في مكةالمكرمة بإعادة طباعة روايتيه (ثمن التضحية، وتمر الأيام) من جديد؛ لتقديمها للجيل المتثقف في الوقت الراهن، وليطلع على مزيد من هذه الروايات التي كانت حجر زاوية للرواية الحديثة». الدكتور مدني علاقي (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقا) أسف في مداخلته على الوضع الراهن للمجتمع ثقافيا وسلوكا وعلى ما لم يتحقق من أمنيات المستشرف للمستقبل حامد دمنهوري، وقال «لقد جاهد حامد دمنهوري من أجل أن يرى فينا اليوم حالا مغايرا للواقع، ولكننا قد نحتاج إلى خمسين عاما أخرى من أجل أن تتحقق هذه الأمنيات». وأقيمت ندوة بعنوان (حامد دمنهوري الأديب والروائي والمربي المسؤول) شارك فيها الدكتور عبد الله الحيدري وموضى الخلف، وأدار الندوة الدكتور صالح جمال بدوي. وأكد الدكتور عبد الله الحيدري أن «الراحل برع في جوانب عدة، ولم يقتصر على فن الرواية، بل وجدنا له نتاجا نادرا وجميلا في الشعر الغنائي وفي القصة القصيرة وكتابة المقال، وكل هذا يمكن أن يندرج تحت مسمى الأدب شبه المجهول لحامد دمنهوري». إلى ذلك، أوضحت الباحثة موضي الخلف أن مرحلة من حياة الأديب الراحل حامد دمنهوري غلبت عليها النزعة الفردية، ملمحة إلى تأثره بالنزعة الرومانسية، وقالت بأن ذلك يتضح جليا في إنتاجه الأدبي الأخير قبل وفاته، ومنها رواية «ومرت الأيام». أما الكاتبة الروائية أمل شطا فذكرت أن احتفاء النادي بالراحل حامد دمنهوري جاء في الوقت المناسب، فهو شخصية أنارت الطريق للأجيال المقبلة، وأنجز كتابين أثرا في حياة الكثير من الأدباء والنقاد والشعراء. وثمنت ثريا دمنهوري ابنة الراحل مبادرة وزير الثقافة والإعلام وأدبي مكة في تكريم والدها، مستحضرة بعض المحطات المضيئة في حياته، وقالت: «لم يسلك فرد من الأسرة نهج الراحل في الشعر والأدب عدا القلة من أحفاده، ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه في أدبه وثقافته». وشهدت الأمسية مداخلات لعدد من المثقفين والمثقفات، وألقى طاهر صالح دمنهوري كلمة أسرة الأديب حامد حسين دمنهوري، مثمنا حضور وزير الثقافة والإعلام، كما شكر رئيس نادي مكة على جهوده التي بذلها في تبني فكرة التكريم بشكل مشرف. وقدم خوجة في نهاية الحفل هدية لأسرة الأديب دمنهوري، كما تم تكريم عدد من كتاب الرواية في مكةالمكرمة، وهم: الدكتور عبد الله باقازي، أمل شطا، رجاء عالم، عواض العصيمي، ومحمد علي قدس. وتسلم وزير الثقافة هدية تذكارية بهذه المناسبة من نادي مكة الثقافي الأدبي.