لو تبادلنا المواقع أنا والزميل الأستاذ هاشم الجحدلي بحيث يكون هو الكاتب وأنا المسؤول عن مقالات كتاب الصحيفة لما أجزت مقاله المنشور يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان (حتى أنت يا محمد عبده) بالصيغة التي جاء عليها، وستكون حجتي في عدم إجازته أكثر وجاهة من بعض الأسباب التي يتذرع بها عندما لا يجيز أحد مقالاتي أو يبتر أحد أعضائه الحيوية.. لقد انتهك الأخ هاشم حقوق الملكية الفكرية (حلوة هذي يا هاشم) باستخدامه عنوان واحد من مقالاتي كتبته قبل 15 عاما تقريبا دون تنويه عن ذلك. ولو أراد سببا آخر سأقول له إن مقاله مصاب بانفصام بين القضية التي طرحها والسبب الذي ربطه بها ودفعه لطرحها. وإذا حاول أن يتمادى في جدالي سيضطرني أن أقول له لا توجد قضية أو موضوع يستوعبه القارئ في مقالك وهو بهذه الصيغة، ولأني حريص على مكانتك لدى القراء، عليك تغيير المقال فورا لأن الساعة تقترب من الخامسة مساء والصحيفة قيد الطبع.. مقالي الذي كتبته آنذاك كانت له ظروفه وأسبابه التي تبرره. وحين استحضر الأخ هاشم ذلك المقال وحاول الاستشهاد به في مقاله لدعم قضيته فإن مقالي لا يخدمها كما يظن لأن لا علاقة له بها ولا يلتقي معها في أي جانب من جوانبها. ورغم ذلك فإنه لم يتوقف عند استخدام العنوان فحسب بل ذكر اسمي في مقاله ووجه خطابه إلى نفس الشخص الذي خاطبته في مقالي. وربما هذا هو السبب الأساسي الذي دفعني للتعليق على مقاله.. انتفض أخي هاشم الجحدلي غضبا وخوفا على وحدة الوطن من محمد عبده الذي هددها ونال منها.. وأرعد وأزبد لأن محمد عبده يذكي جذوة الطائفية والإقليمية والقبلية في الوقت الذي يعمل فيه كل العقلاء ليكون الوطن واحدا والمواطن واحدا في كل جزء منه، كما يقول.. ومحمد عبده هذا ليس شخصا ذا ميول فكرية منحرفة أو معروفا بتوجهاته المشبوهة، وليس ناشطا في الفضائيات المتخصصة في إثارة الفتنة بين فئات المجتمع.. إنه ما غيره، الفنان «محمد عبده»!!.. فماذا قال فنان العرب لكي يوصم بالتهمة الخطيرة التي ألصقها به أخونا هاشم ؟؟.. خلال وجوده في مهرجان الدوحة الغنائي قال محمد عبده في أحد حواراته الإعلامية: «أنا من منطقة كل شبابها لا يشيخون لأنهم يحبون الفن والحياة».. هذه هي العبارة التي فجرت غضب الأخ هاشم وعتبه على محمد عبده لأنها في رأيه تعبر عن ارتداده إلى المناطقية والقبلية بعد أن (كان) رمزا للوحدة الوطنية، ولأنه ابن كل المناطق فلا يجب أن يشير إلى انتمائه لمنطقة بعينها لأنه بذلك يكرس لمفاهيم تشكل خطرا على وحدة الوطن في هذه المرحلة الحساسة!!.. يا عزيزي هاشم: أين تكمن الخطيئة حين يصف محمد عبده شباب المنطقة التي يعنيها بأنهم يحبون الفن والحياة؟؟ لم يقل محمد أنهم أكثر مواطنة وانتماء لوطنهم من غيرهم ولم ينتقص الآخرين في أية منطقة ولم يتلفظ بما يوحي بالاستعلاء المناطقي على حساب الآخرين.. إنها عبارة شاعرية تلك التي قالها لأنه فنان، توقعتها تلامس حسك المرهف كشاعر، لكنك بالغت كثيرا في تأويلها بشكل يصعب أن يوافقك عليه أحد.. لا أحد يعترض عليك وأنت تتغنى بحب ثول وتعتز بانتمائك لها، ولا أحد يعترض حين أتحدث عن منطقتي جازان وأهلها، ولا أحد يعترض على أي شخص يعتز بخصائص منطقته إنسانا ومكانا، فهل تحتمل عبارة محمد عبده حمولتك الثقيلة من الاتهامات القاسية التي لا يربطها أي رابط بعبارته؟؟. ومع كل ذلك أتمنى أن تصدقني يا عزيزي بأن غرضي الأساسي ليس تفنيد تهافت حجتك في خلق تهمة لا أساس لها في كلام محمد لأنني لست محاميا عنه، وسيظل رمزا لكل الوطن مهما اختلف معه الآخرون. فقط لفت انتباهي تعمدك إقحام مقال قديم لي لا علاقة له البتة بموضوع مقالك، كان عتابا له على موقف محدد لكنه لم يفسد الود أو يجعل أحدنا يحتقن ضد الآخر، ولن يحدث ذلك بنبشه واستخدامه في هجومك العشوائي عليه.. كنت تبغى تقول إيش بالضبط يا هاشم؟؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة