أطلعت على تقرير «عكاظ» المنشور في العدد الصادر في 30/12/1431ه تحت عنوان «سكان قرى عمق يأملون اللحاق بركب الحياة»، حيث أحيت «عكاظ» الأمل لدى أهالي قرى عمق، بتسليطها الضوء من جديد على معاناة مستمرة منذ سنين طويلة، حيث لازالت القرى وسكانها بحاجة إلى توفير أبسط مقومات الحياة الأساسية، كالكهرباء والماء والصحة والتعليم، وليس أدل من تنامي حالة المعاناة لدى السكان من أن يمنعوا بناتهم من مواصلة تعليمهم الأولي؛ لعدم وجود مدارس قريبة تكفيهم مؤونة رحلة يومية محفوفة بمخاطر الطريق، فضلا عن معانات الأهالي المستمرة من عدم توافر الكهرباء، وأتساءل هنا: هل يمكن لأحد أن يعيش اليوم بدون تيار كهربائي وفي ظروف مناخية قاسية صيفا وشتاء؟ لا أتصور هذا أبدا، وتزداد حيرة الأهالي وتساؤلهم عن عدم تمكينهم من هذه الخدمة الحيوية المهمة كلما نظروا إلى أعمدة حمل وإيصال التيار منصوبة كالخيال على جوانب قراهم، تنتظر أمرا من الجهة المعنية لبدء مهماتهم في تغذية القرى بالتيار. ذلك أن شركة الكهرباء استكملت منذ زمن تأسيس البنية التحتية لإيصال التيار تنفيذا للتوجيه السامي بإيصال الخدمة لمختلف قرى وهجر المملكة، ولكن ما لبث السكان أن أصيبوا بخيبة أمل كبيرة وهم يشاهدون الشركة تلملم معداتها وترحل مخلفة وراءها سيلا من التساؤلات: لماذا أوقف المشروع، من أوقفه، هل سيعود، وأليست هذه القرى كبقية قرى المملكة التي شملها التوجيه الكريم؟. وفي حالة كهذه فليس أوجب على الجهة المعنية سواء في الكهرباء أو بقية القطاعات من أن يجيبوا كحد أدنى على تساؤلاتنا ومخاطباتنا ومطالبنا التي اكتظت بها أدراج مكاتبهم، نعم من حقنا أن يبلغونا بنتيجة ومآل تلك المطالب، وما إذا كان لنا حق في الخدمات أم لا وما إذا كان هناك بصيص أمل وضوء في نهاية النفق أم لا، فليس من المعقول أن يعيش مجتمع كامل يسكن مجموعة قرى على أمل لا نعرف له نهاية، ولا يوجد على الأرض ما يدعم إمكانية تحقيقه في القريب من الأيام. قبل أيام أعلنت ميزانية الدولة التي أسعدت المواطن في كل شبر من هذه الأرض الطيبة، وسعد بها سكان قرى عمق على أمل أن يكون لهم نصيب فيها، وأن تحظى من المشروعات التي خصص لها نصف الميزانية بما يسد حاجتها وحاجة سكانها الأساسية، هذا ما نرجوه ونأمله ونتوقعه؛ انطلاقا من قناعتنا بحرص القيادة الحكيمة على رفاه المواطن وتوفير الحياة الكريمة الرغيدة له، فضلا عن توفير خدمات من الأهمية بمكان لكل إنسان ومجتمع في هذا العصر، وقد وفرت الدولة فعليا كل ما يحتاجه المواطن والوطن وضخت في خزائن الوزارات والهيئات مئات المليارات مع توجيه كريم لكل مسؤول «لا عذر لكم» أعلنه الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأعاده إلى وطنه ومواطنيه سليما معافى. محمد بن جريد قرى عمق