توارث أهالي قرية كحلان التابعة لمحافظة تثليث في بيشة، أوجه الهموم والمعاناة المتعلقة بانعدام المشاريع والخدمات البلدية عن القرية منذ أعوام ظل خلالها السكان يطالبون الإدارات الحكومية والجهات الخدمية بمساواتهم بالقرى المجاورة، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن، دون أسباب واضحة. يطالب عبدالله محمد الكبير من أهالي كحلان، بلدية محافظة تثليث بتنفيذ مشروع لإنارة طرقات وشوارع كحلان، التي يخيم عليها الظلام الدامس بمجرد غروب الشمس. وقال «لم يلمس أهالي القرية أي اهتمام من بلدية تثليث؛ كونها لم تنفذ أي مشاريع تذكر في القرية، الأمر الذي خلفها تنمويا وحضاريا عن العديد من القرى المجاورة لها». وأضاف يعتمد الأهالي على المولدات الكهربائية ذات التكلفة المرتفعة لإيصال التيار لمنازلهم، وذلك رغم المطالب العديدة والمتكررة التي وجهناها لشركة كهرباء تثليث التي لم تتجاوب بالشكل المطلوب مع معاناة الأهالي. واشتكى شايع حامد الشبوي من عدم توفر المياه المحلاة في القرية، ما يجعل الأهالي في معاناة مستمرة ودائمة لتأمينها عبر الصهاريج من محافظة تثليث التي تبعد عن كحلان مايقارب 45 كلم أو من بيشة التي تبعد نحو 70 كلم. وأضاف لا تتوفر صهاريج المياه بشكل مستمر في تثليث أو بيشة، نظرا للطلب المتزايد عليها من سكان المحافظتين، الأمر الذي يزيد معاناتنا بشكل كبير، خاصة أن القرية لا يوجد فيها مورد للمياه إلا بئر قديمة مياهها مالحة ولا تصلح للشرب. واعتبر ظافر الشبوي أن تنفيذ المشاريع وتوفير الخدمات البلدية أصبح هاجسا وحلما يراود كافة أهالي كحلان، خاصة في ما يتعلق بإنشاء مدارس للبنات، مشيرا إلى أن كافة بنات القرية لم يتلقين تعليمهن لعدم وجود مدرسة ولبعد المسافة بين القرية ومحافظة تثليث، بالإضافة إلى عدم توفير متعهد للنقل. وطالب إدارة التربية والتعليم في محافظة تثليث، بالعمل على إنشاء مجمع تعليمي للبنات في القرية بدلا من ترك الفتيات دون تعليم. وانتقد حامد الشبوي تجاهل مديرية الشؤون الصحية في تثليث افتتاح مستوصف أو مركز صحي يقدم خدماته لأهالي القرية الذين يضطرون للتوجه إلى بيشة وتثليث في حالة الطوارئ. وأشار إلى أن النساء الحوامل وكبار السن يعانون معاناة شديدة عند ذهابهم لمراجعة المستشفيات والمستوصفات في بيشة وتثليث. واستغرب عدم إنشاء مستوصف في القرية، رغم انتشار الأفاعي والعقارب في مختلف الأنحاء وتزايد عدد المصابين بلدغاتها. ويقول حامد الشبوي «طالبنا البلدية بتنفيذ مخطط سكني معتمد للقرية منذ عام 1422ه، لننعم بكافة الخدمات التي تتمتع بها القرى المجاورة إلا أننا ومنذ ذلك الوقت حتى الآن ما زلنا نستمع للوعود فقط». ووصف عبدالله محمد الشبوي مجهولي الهوية بالخطر الذي يهدد الأمن في القرية، خاصة أنهم لا يبدأون في التحرك إلا عند غروب الشمس وفي ساعات الليل المتأخرة، الأمر الذي أصاب الأهالي بالخوف والريبة في وقت واحد، مطالبا بافتتاح مركز للشرطة أو أمن الطرق في القرية لحماية القرية من خطر هؤلاء المخالفين. وأضاف القرية بحاجة لتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية، ويأتي أبرزها إنشاء مقبرة لدفن موتى القرية واستكمال تنفيذ الجامع الوحيد؛ كون المصلين يؤدون صلواتهم في المساحات المكشوفة المجاورة للجامع غير المكتمل. من جانبه، أوضح رئيس بلدية محافظة تثليث محمد عبدالله السهلي، أن البلدية ستعمل على تنفيذ مخطط متكامل في قرية كحلان قريبا. وعن تنفيذ المشاريع التي تحتاجها القرية، قال «كافة هذه المشاريع بحاجة إلى اعتماد ميزانيات، وسنعمل على الرفع إلى الوزارة وننتظر الحصول على الموافقة من عدمها». «عكاظ» أجرت اتصالا بمدير الكهرباء في محافظة تثليث عبدالرحمن شكبان، للتعليق على تأخر إيصال التيار للقرية، إلا أنه أكد عدم علمه بذلك مطالبا بالاتصال على العلاقات العامة في كهرباء عسير للإجابة على ذلك، وبالاتصال على العلاقات العامة أخبرتنا أن التصاريح الإعلامية لا تتم إلا عن طريق إدارة الشؤون الإعلامية في مقر شركة الكهرباء في الرياض، ورغم مخاطبتها رسمياً إلا أن الرد لم يصل حتى الآن.