في قرى بادية البرك، يقبع ما يقارب ال10 آلاف نسمة في كلٍ من ذرى، الجمة، المديد، المرصد، الفيض، الحفير، فارعة الهاد، المجلات والمرفد في عزلة تامة عن العالم الخارجي مفتقرين لأبسط مقومات الحياة، ابتداء من البنى التحتية والمياه المحلاة وصولا إلى الكهرباء وشبكة الهاتف الثابت والنقال، فضلا عن عدم وجود مستشفى قريب لخدمة المرضى والمعاقين والمسنين، حيث يقع أقرب مركز صحي في مركز البرك ويبعد عن مقر القرى مسافة 50 كلم من الطرق الرملية الوعرة. يقول المواطن علي الهلالي ل«عكاظ»: «عشرات العقود مرت والسكان يعيشون في عزلة تامة عن العالم المحيط، وبالرغم من مخاطباتنا اللامتناهية للجهات المعنية بضرورة توفير المرافق الأساسية أسوة بالمراكز والقرى القريبة إلا أن أصداء مطالبنا لم تجد مجيبا، وبعد طول انتظار وصلت أعمدة الكهرباء وتم توصيل أسلاك التيار لبعض المنازل منذ عام ونصف تقريبا، ولم يتم تركيب العدادات حتى الآن دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، ما دفع بالآلاف من السكان المقتدرين إلى الاستعانة بمولدات الطاقة الصغيرة التابعة لأحد المستثمرين، فيما يبقى المعسرون من الأهالي دون كهرباء، كما أن مراجعاتنا للشركة الكهرباء لوضع حدا لمعاناتنا تكللت بالفشل». وأضاف الهلالي «تقدمنا بمعاملة إلى بلدية البرك تجاوزت السنتين لتسوير المقابر ورفع القاذورات عن المقابر التي تحولت إلى مأوى للدواب والحيوانات الضالة، ومع كل مراجعة لا نسمع من المسؤولين سوى «مع صدور الميزانية الجديدة». في حين عبر محمد صالح عن مدى حالة الإحباط التي اعترت الأهالي بالقول «لماذا نعني أنفسنا مشقة مراجعات المسؤولين ومخاطباتهم دون فائدة، سنعيش صابرين كما عاش أجدادنا بكرامتهم دون وعود واهية، ولكن ماذا عن المسنين، الأرامل، المطلقات، المعاقين والحوامل الذين لا حول لهم ولا قوة، أليس من العدل أن يحظوا ولو ببعض الخدمات الضرورية حالهم كحال أي مواطن.. لا سيما البنين والبنات الذين حرم المئات منهم من إكمال مشوارهم التعليمي والبقاء في البيوت في انتظار لفتة حانية من وزارات الطرق، الكهرباء، التعليم الصحة.. فهم مسؤولون أمام الله عن تهميشهم لخدمات تمس حاجات الآلاف من الأهالي»، وزاد صالح «الطريق الرئيسي لكافة القرى ترابي ووعر نظرا لوجود طبقة صخرية تمتد لعشرات الكيلو مترات، ولا يستطيع أن يسلكه سوى من يمتلك سيارة ذات دفع رباعي، كما أن مياه الآبار التي تلبي احتياجات الأهالي غير نقية ولا تصلح للاستهلاك الآدمي كما أثبتت التحاليل المخبرية، وسبق أن تسببت في إصابة العديد من المواطنين والمواطنات بمرض الكبد الوبائي القاتل»، كما تفتقد جميع القرى لخدمات الاتصال الثابت والمتحرك، وبمجرد حدوث حالات طارئة تستدعي تمرير البلاغ كالحرائق أو الجرائم أو إصابات الحوادث يضطر السكان إلى الاستعانة بسيارات الدفع الرباعي وقطع عشرات الكيلو مترات للوصول إلى أقرب نقطة أبراج للهواتف المتحركة لتمرير البلاغ، وحدث ولا حرج». من جهته، قال ل«عكاظ» رئيس مركز البرك عبدالرحيم آل عبده، أن المركز معني بمساندة قرى البرك والمراكز التابعة، حيث تم افتتاح 3 مراكز صحية في بادية البرك، كما يجري العمل حاليا على استكمال الطريق الرئيسي البرك محايل الذي سيختصر عشرات الكيلو مترات على الأهالي، ويعد الوقوف على تلبية احتياجات السكان من أولويات المركز.