انتعشت حركة المبيعات في المطاعم والمحلات التجارية بمحافظة المخواة وتوقع عدد من الاقتصاديين والمتعاملين أن يزيد دخل المحلات اكثر من 60 مليون ريال خلال موسم الشتاء بسبب الإقبال الشرائي الكبير الذي حظيت به من الزوار والسياح من مرتفعات جبال السروات.. أحد أصحاب محال المندي والمظبي بمحافظة قلوة أكد أنه يذبح يوميًّا أكثر من 50 رأسًا من التيوس لإعداد وجبات المندي في فترة العشاء، نظرًا لإقبال الزوّار وخصوصا في اجازة الاسبوع والاستمتاع بالأجواء الدافئة في تهامة الباحة، مشيرا الى ان هذا هو حال غالبية المطاعم بالمنطقة لأن السياحة هنا شكل تاني من التميز والتفرد. وقال: أغلب الزبائن يقبلون على المندي بالدرجة الأولى ثم المظبي، حيث ما أن تبدأ الأجواء الشتوية تميل الى البرودة في قمم جبال السراة، إلا يبدأ اهالي المرتفعات في البحث عن المناطق الأكثر دفئا، فتزدحم المحافظات والمراكز الواقعة على الساحل، معلنة حالة انتعاش اقتصادي وسياحي. كما شهدت الشقق المفروشة والمراكز السكنية واستراحات العوائل في المحافظة، إقبالًا متزايدًا من الزوار من المناطق المجاورة كالباحة وبلجرشي والقرى والمندق والعقيق، الأمر الذي رفع نسبة إشغال الشقق المفروشة إلى 100 في المائة، ولوحظ استخدام العديد من العائلات للخيام الشخصية حيث فضلوا الاستمتاع بالأجواء التهامية البرية التي تميل إلى الاعتدال في درجة الحرارة؛ ممّا أدّى إلى انتعاش الحركة التجارية. ويتسابق أهالي المنطقة للهرب من هذه الأجواء الباردة واللجوء الى مناطق الساحل التي تمتاز باعتدال جوها. وتستعد المطاعم الشعبية و(المقاهي) لاستقبال زبائنها الباحثين عن (المندي والعصيدة)، التي تشتهر بها تهامة منذ القدم، مما أدى الى انتعاش الحركة التجارية فيما شهدت الأكلات الشعبية في تهامة إقبالًا كبيرًا وخصوصًا المندي، المضغوط، المظبي، العصيدة مع المرق. وقدر أصحاب تلك المطاعم بأنه منذ دخول موسم الشتاء تم استهلاك أكثر من 2000 رأس من الأغنام. كما شهدت المنتزهات خلال الفترة نفسها إقبالًا من قبل الباحثين عن الدفء ويشير عدد من العقاريين إلى أن أغلب سكان السراة يمتلكون عقارات: منازل وأراضي واستراحات، يقضون فيها اوقات البرد والتي تمتد الى ستة اشهر، حيث ان الارتفاع ما بين الساحل ومرتفعات السروات ترك فارقا كبيرا بين درجات الحرارة، حيث تقل درجة الحرارة لتصل إلى 6 درجات، بينما هي في أوج اعتدالها في المناطق الساحلية لتصل إلى 27 درجة مئوية. مما ادى الى أنعش الحراك الاقتصادي والتجاري والثقافي. ويقول المواطن سعيد العمري إن فصل الشتاء الذي يتميز فيه المنخفض التهامي باعتدال أجوائه يمثل أفضل موسم سياحي لأصحاب الاستراحات والمطاعم والشقق المفروشة طوال السنة كافة. وتستعد جميع المحلات منذ فترة لاستقبال زبائننا الباحثين عن المندي والعصيدة التي تشتهر بها تهامة منذ القدم، إذ يقبل سكان السراة عند حلول الشتاء. ويقول صاحب احد المطاعم بمحافظة المخواة إن المطاعم والاستراحات بتهامة الباحة تستعد بالوجبات الشعبية التي تشتهر بها كالمظبي والحنيذ والمضغوط والمشويات المختلفة، وذلك لاستقبال زوارها من مرتفعات الباحة. الحجز لمثل هذه الوجبات يكون في وقت مبكر خصوصا اذا كان الطلب خارجيًا وذلك قبل الموعد بثلاث ساعات على الأقل؛ نظرًا للزحام الشديد على الطلب، وهذا يدل على كثرة الزوّار في مثل هذه الأوقات. من جانبه أوضح أمين الغرفة التجارية بالمخواة عبدالله الزهراني ان محافظة المخواة تشهد حركة تجارية وسياحية كبيرة خلال موسم الشتاء، حيث تزيد الحركة الشرائية في هذا الموسم بينما تنخفض الحركة خلال الصيف.