أنشأت المملكة العديد من المنظمات العالمية، واحتضنت مقارها، تلبية للحاجات الملحة للأمة، وخدمة للمسلمين والقضايا الإسلامية، ونشر الدعوة الإسلامية، والنظر في قضايا المسلمين بما يحقق مصالحهم. وكتب العديد من الباحثين المشاركين في المؤتمر العالمي الأول عن «جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية»، الذي يفتتح غدا في المدينة برعاية خادم الحرمين الشريفين، عن بعض من هذه المنظمات، سواء كانت الخدمية، أو العلمية، أو الإغاثية، أو الخيرية، وأشاروا في أبحاثهم إلى ذلك الدور الذي تضطلع به المملكة في خدمة المسلمين، والدور البارز لخادم الحرمين الشريفين وحرصه على تقديم الخدمات الكبرى لأبناء الأمة. وأكد الباحثون أن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية دور تضطلع به منذ قيامها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، وحتى هذا العهد لخادم الحرمين الشريفين. وأشار الباحثون إلى أن المملكة تؤكد على الدوام حرصها على خدمة أبناء الأمة، سواء بإنشاء تلك المنظمات العالمية، أو من خلال جهودها الأخرى التي يشهد لها القاصي والداني. وبينوا أن المنظمات الإسلامية العالمية التي أنشأتها المملكة خدمة للقضايا الإسلامية قامت بدورها المطلوب في رعاية شؤون المسلمين بدعم مالي سخي ومعنوي كبير من قادة المملكة خدمة لأبناء الأمة في مختلف أنحاء العالم. منظمة المؤتمر الإسلامي تشير الباحثة سلطانة الرويلي في بحثها «دور المملكة في تأسيس منظمة الإسلامي ودعمها»، إلى الدعوة التي وجهها الملك فيصل إلى قادة الدول الإسلامية لعقد أول مؤتمر قمة إسلامي في مكةالمكرمة، وما أثمر عنه انعقاد المؤتمر من قرار إنشاء منظمة إسلامية دولية مقرها مكةالمكرمة. واستعرضت الباحثة جهود المملكة في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي في أعقاب حريق المسجد الأقصى، وانعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في الرباط الذي انعقد على إثره المؤتمر الأول لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة عام 1390ه. وتتحدث عن جهود المملكة في دعم مسيرة المنظمة؛ حيث أشارت إلى استضافة المملكة لمقرها، واحتضان مؤتمرات القمة ووزراء خارجية الدول الأعضاء، ومقر المجمع الفقهي الإسلامي التابع لها، وجميع الهيئات المنبثقة عنها. وتطرقت الباحثة إلى دور المملكة في دعم القضايا الإسلامية من خلال المنظمة، منها: القضية الفلسطينية، قضية المسلمين في الفلبين، التضامن مع شعوب الساحل الأفريقي. البنك الإسلامي للتنمية يؤكد الباحث عبد الله خميس السليطي في بحثه «جهود المملكة في مسيرة البنك الإسلامي للتنمية وتطويره»، أهمية المساعدات الفنية، والتسهيلات، والمساعدات المالية التي يقدمها البنك لمشاريع وبرامج التنمية في الدول الإسلامية، مشيرا إلى أهمية الدعم السعودي في استمرارية عطاء البنك في هذا المضمار، ومواصلته أداء رسالته، وأهدافه حيث تبلغ مساهمات المملكة في رأسمال البنك حوالى 25 في المائة من إجمالي رأسماله تقريبا. وعدد الباحث بعضا من جهود المملكة لدعم مسيرة البنك، أهمها: احتضان المقر، دعم موارده المالية في مختلف التخصصات التنموية والتجارية والإنسانية، الحماية الأمنية المشروطة لمقره وصيانة حقوقه، الاستقلالية وحرية العمل في نطاق القوانين والقواعد المتفق عليها، استعمال وسائل النقل والمواصلات والاتصالات الموجودة في المملكة، الحق في مزاولة العمل المصرفي من بيع وشراء وتحويل العملات وفتح الحسابات بدون أخذ موافقات رسمية، ومنح موظفي البنك وممثلي الدول الأعضاء غير السعوديين عددا من الحصانات والامتيازات والإعفاءات الجمركية. الجامعة الإسلامية في المدينة تطرق الباحثان الدكتور عبد الله بن إدريس ميغا وعبد المعيد بن عبد الجليل في بحثين منفصلين «الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة ودورها الرائد في نشر الوسطية الإسلامية»، إلى رعاية المملكة للجامعة، ودور علمائها في تربية ناشئة المسلمين، ونشأتها، ورسالتها، ومنهجيتها، وكلياتها، وعماداتها، وأقسامها العلمية، ومعاهدها، والمؤتمرات والندوات العلمية في رحابها. ويتناول عبد المعيد وسطية الجامعة في: مناهجها ومقرراتها الدينية، واختيارها لطلاب المنح الدراسية، وإعداد طلابها وتأهيلهم علميا، وأهداف المقررات الدراسية فيها، وخدماتها في الداخل والخارج. ويشير إلى أن الجامعة تخدم الإسلام والمسلمين من قنوات شتى، منها: المؤتمرات العالمية، المشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية، والوسائل الإعلامية التي تصدر عنها. أما ميغا فيؤكد على دور الجامعة في التغيير الاجتماعي المنشود في أرجاء العالم الإسلامي، ودورها على إعداد وتكوين آلاف الطلاب المنتمين إلى جنسيات مختلفة علميا وعمليا ودعويا، مشيرا إلى بعض الصعوبات التي تواجه خريجي الجامعة في سوق العمل. الهيئة العالمية للتحفيظ يتكون بحث الدكتور عبد الله بن علي بصفر «برامج الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في أبناء المسلمين» من عشرة مباحث، الأول: حول الحلقات والخلاوي القرآنية التي ترعاها الهيئة خارج المملكة، والبرامج التي تنفذها الهيئة في كل حلقة أو خلوة، الثاني: المعاهد القرآنية ومناهجها التي أقامتها الهيئة وترعاها حول العالم، الثالث: الدورات التدريبية والتأهيلية والصيفية للمعلمين والطلاب، الرابع: المقرأة الإلكترونية، الخامس: المسابقات الدولية التي تقيمها الهيئة في التسع السنوات الماضية، السادس: البرامج التلفزيونية التي أعدتها الهيئة، والخاصة بحفلات تخريج الحفاظ والمسابقات القرآنية والملتقيات العلمية المحلية والإقليمية والدولية والبرامج التلفزيونية الهادفة والبالغ عددها ثمانية برامج، السابع: برنامج توزيع المصاحف والكتب والتسجيلات الصوتية، الثامن: إيفاد أئمة صلاة التراويح في شهر رمضان لإمامة الناس وإحياء ليالي رمضان وإلقاء الدروس والمحاضرات الدينية في العديد من الدول، التاسع: الملتقيات العلمية المحلية والإقليمية التي أقامتها الهيئة، العاشر: المنح الدراسية التي تقدمها الهيئة لحفظة القرآن. رابطة العالم الإسلامي يتحدث الباحث خالد بن ضيف الله الشراري في بحثه «دور المملكة في إنشاء رابطة العالم الإسلامي ودعم مسيرتها»، عن دور الملك سعود، وولي عهده الأمير فيصل بن عبد العزيز في تأسيس الرابطة كمنظمة شعبية إسلامية تهدف إلى نشر دعوة الإسلام، ودحض الشبهات، والتصدي لمؤامرات أعدائه، والنظر في قضايا المسلمين بما يحقق مصالحهم، ويحل مشكلاتهم، وهي من ضمن الجهود التي أثمرت عن عقد مؤتمر مكةالمكرمة لعام 1381، والذي كان من أبرز مقرراته وتوصياته تأسيس هيئة إسلامية مقرها مكةالمكرمة تسمى: رابطة العالم الإسلامي. ويبرز دور السياسة السعودية الرشيدة، والواعية، ودعوتها المتواصلة إلى تحقيق التضامن الإسلامي ونشر الدعوة الإسلامية، ودور المملكة في دعم مسيرتها من خلال خمسة أمور: التمويل المادي والدعم المعنوي، دعم مسيرتها في المجال الدعوي، والتربوي، والتعليمي، والإعلامي، ومسيرتها في مجال القضايا الإسلامية المتعلقة بالتضامن الإسلامي، وصد الهجمة الشرسة الحالية على الإسلام والمسلمين من جانب القوى الخارجية المناوئة. الندوة العالمية للشباب يتناول الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي في بحثه «الندوة العالمية للشباب الإسلامي.. أربعون عاما من العطاء» عدة موضوعات ذات صلة بنشأة الندوة والهيكل التنظمي لها، أبرزها: مسوغات نشأتها، مؤتمر النشأة الأول، تشكيل الأمانة العامة لها وتطوره، أهدافها ووسائل تحقيقها، خصوصيتها المميزة، نظامها الأساسي ولوائحها، ومجلس الأمناء واختصاصاته. ويوضح الباحث أن للندوة 27 مكتبا رئيسيا وفرعيا داخل المملكة، 40 مكتبا فرعيا في الدول العربية، وقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا، والأمريكتين. ويشير إلى أن نظام عضوية الجمعيات والمراكز التابعة للندوة، وعضويتها في المنظمات العربية والإسلامية والدولية، والاتفاقات ومذكرات التفاهم مع الجامعات والمؤسسات المختلفة، والمؤتمرات الدورية التي تنظمها. ويوضح أن الندوة وضعت لنفسها مجموعة من البرامج لتتمكن من أداء مهماتها وتنفيذ مشروعاتها وإنجاز مخططاتها، منها: 11 برنامجا دعويا وإرشاديا، خمسة برامج تعليمية وتربوية وتأهيلية، إضافة إلى البرامج الفكرية والإعلامية. مجمعا الفقه الإسلامي يؤكد الدكتور محمد الرحيلي في بحثه «رعاية المملكة لمجمعي الفقه الإسلامي»، أن مجمع الفقه الإسلامي (التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي) والمجمع الفقهي الإسلامي (التابع لرابطة العالم الإسلامي) جاءا تلبية للحاجات الملحة للأمة، وانسجاما مع الأسس الفقهية، والمنطلقات الواقعية. ويبين مكانة المجمعين باعتبارهما مرجعية عليا في العالم الإسلامي، للدول والمؤسسات والعلماء والأفراد، بدراسة القضايا الجديدة، وكشف اللثام عما يهم المسلمين في العالم من قضايا عقدية وفكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية، وبيان الأحكام الشرعية لجماهير المسلمين، متعرضا لنشأة كل منهما وتبعيته، وتكوينه، وأهدافه، وإنجازاته، وجهود المملكة في دعمهما ماليا وأدبيا. ويبرز عدة أهداف للمجمعين، منها: تحقيق أهداف الاجتهاد الجماعي، ممارسة الاجتهاد باعتباره ضرورة شرعية ووسيلة لبيان الأحكام، بيان أحكام القضايا المستجدة، توحيد الأمة بالاجتهاد الجماعي وتحقيق الشورى، تقليل الخلافات الفقهية، ومنع الفتن الطائفية والتقريب بين المذاهب. الكراسي والجوائز العالمية تؤكد الباحثة هداية أحمد الشاش عن «جهود المملكة العربية السعودية في الكراسي العلمية والجوائز في المجال الإسلامي»، أن المملكة حرصت على تأسيس الكراسي العلمية داخلها وخارجها، خدمة للعلم والعلماء، ونهضة العلم والأدب وازدهاره. وتحدثت عن خمسة كراسي علمية سعودية في الخارج، وهي: كرسي الملك عبد العزيز في جامعة كليفورنيا الأمريكية، كرسي الملك فهد لدراسات الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق جامعة هارفارد الأمريكية، كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية في جامعة موسكو، كرسي الملك عبد العزيز للدراسات العربية والإسلامية في جامعة بولونيا في إيطاليا، موضحة نشأة كل منها، وتخصصه وأهدافه، والدعم المالي الذي تقدمه المملكة، والبرامج الدراسية فيه، إضافة لحديثها عن ثمانية كراس علمية في جامعات المملكة. وتطرقت الباحثة إلى جوائز المملكة في المجال الإسلامي، والمسابقات في تشجيع العلماء والباحثين، وذكرت 12 جائزة علمية أنشأتها المملكة في المجال الإسلامي ودعمتها ماليا وأدبيا هيئة التعريف بالرسول تحدث الدكتور عادل بن علي الشدي في بحثه «جهود المملكة في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم»، عن إنشاء الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، من حيث نشأتها، ووسائلها المشروعة، ولجانها، وأبرز إنجازاتها. واعتبر الشدي أن تأسيس المملكة في نظام حكمها، وفي شؤون حياتها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من أعظم أصول نصرة المملكة للرسول عليه الصلاة والسلام، إيمانا من مؤسسيها بقوله تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله». وتطرق الشدي لجهود المملكة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، التي سلكت عدة مسارات، منها: دعم التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق رعاية المؤتمرات الإسلامية العالمية للحوار الحضاري، دعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كل جهود النصرة المنضبطة بالضوابط الشرعية، واهتمام الجهات الحكومية بنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق ترجمة توجيهات القيادة الحكيمة للبلاد إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، وجهود المؤسسات الرسمية في الوقوف في وجه الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم. مجمع الملك فهد تتحدث الدكتور نورة بنت إبراهيم العقود والدكتور ابتسام بدر الجابري عن جهود «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف»، حيث تطرقت العقود إلى نشأة المجمع وأهدافه، ولجانه، واختصاصاته، ومسؤولياته، ودوره في خدمة المصحف، وطباعته، وتسجيله، وترجمة معانيه إلى الكثير من لغات العالم، مشيرة إلى هدية خادم الحرمين الشريفين لكل حاج من حجاج بيت الله الحرام عند مغادرته المملكة عائدا إلى بلاده. وأوضحت مراحل العمل في كتابة مصاحف المجمع وتسجيلات التلاوة؛ منها: كتابة المصحف بروايات القراء المشهورين، والضوابط التي تسير عليها لجان المراجعة، وأبرز إدارات المجمع وأقسام المراقبة به، وطرق وضوابط تسجيل تلاوة القرآن، وعدد إصدارات التسجيل ورواياته وأسماء القراء. أما الدكتورة الجابري، فتطرقت إلى عدة مظاهر لجهود المجمع؛ منها: طباعة القرآن في نحو 230 إصدارا موزعا بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات، رسم المصحف على الرسم العثماني، العناية بالقراءات القرآنية والترتيل والتجويد عن طريق عدد من الإصدارات المطبوعة والمرتلة بمختلف القراءات والروايات المشهورة بأصوات عدد من كبار القراء في المملكة، الاهتمام بالتفسير وعلوم القرآن وعلوم السنة والسيرة النبوية، ترجمة معاني القرآن بخمسين لغة عالمية، إكرام المصحف الشريف وتوقيره وتعظيمه بطبعه في طبعات لائقة به، وحفظه من التحريف بالزيادة أو النقصان، أو التغيير في الشكل أو الرسم. هيئة الإغاثة الإسلامية يوضح الدكتور عدنان بن خليل باشا في بحثه «دور المساعدات السعودية في إغاثة الشعوب والدول والأوقاف الإسلامية.. هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أنموذجا»، منهج المملكة منذ تأسيسها إلى جانب المسلمين أثناء الكوارث والأزمات وتقديم العون والمساعدات الإغاثية والإنمائية لهم أينما وجدوا، ودورها الإغاثي والإنساني خارجيا، والدور الإنساني البارز لخادم الحرمين الشريفين في تقديم العون والإغاثة للشعوب المنكوبة والمتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية. ويتطرق إلى: سمات العمل الإغاثي السعودي، نماذج من حجم الإنفاق على القضايا الإنسانية، بعض من اللمحات من اهتمام المملكة بالقضايا الإنسانية، ودعم الدول النامية والأقل نموا، ما قدمه الصندوق السعودي للتنمية إلى البلدان النامية، دور المملكة في دعم المنظمات الدولية، حملات التبرع المتلفزة، والاهتمام بالشباب المسلم وتعليمه من خلال المنح الدراسية والتدريبية في جامعاتها. وبين مساهمات هيئة الإغاثة الإسلامية في الجهود الإنسانية كجزء من المساعدات السعودية للعالم، مثل برامج: الرعاية الاجتماعية، الأسر المنتجة، الرعاية اللاحقة للأيتام، تنمية المجتمعات والمشاريع الموسمية، الرعاية التربوية والصحية، إضافة إلى الجهود الأخرى المتنوعة، منها: حفر آبار المياه، عمارة المساجد، وإقامة المراكز الثقافية الحضارية. وأكد باشا على أهمية دعم ومؤازرة جهود المنظمات الإغاثية الإسلامية في إطار التنسيق والتكامل في العمل بين الجهود الحكومية والشعبية.