بدأت ثلة من مراهقي الأربعينات من العمر، في منافسة من هم في العقد الثاني من أعمارهم، من خلال اتباع موضة لبس ملفتة للنظر، وبحث عن الشباب الفائت. وتعتبر المراهقة فترة محددة وهامة، تبدأ في الحالة الطبيعية من سن العاشرة حتى الثامنة عشرة أو العشرين، لكن البعض يعيشون مراهقة الأربعين خريفا من العمر في خطوة لتعويض ما فات وتداركا لما فات في تلك الحقبة التحولية من الحياة. يؤكد حمود محمد آل معدي أن هناك رجالا تجاوزوا الأربعين من العمر، وحدث تغير في حياتهم، ظهر ذلك على تصرفاتهم التي تبدأ بالثياب وأنواعها وألوانها، وقصات شعورهم. ويضيف آل معدي «تكثر هذه الفئة في الأسواق والأماكن العامة بملابس قصيرة ضيقة ذات ألوان غريبة، وقصات الشعر والدقن التي لا تتوافق مع أعمارهم الأربعينية، إضافة إلى نوعية ولون الجوالات التي يحملونها». ويشير حمود آل معدي إلى أنه يتوجب على هذه الفئة أن تكون أنموذجا حسنا للصغار والمراهقين. من جهته يؤكد فهد السالمي أن بعض الأربعينيين يتصرفون بعشوائية، بل وأصبحوا لا يفرقون بين عالم الشباب والمراهقين، وتصرفاتهم وما يناسب أعمارهم، ووضعهم قدوة لأسرهم ونظرات الآخرين لهم». وأضاف السالمي: «تجد مراهقي الأربعين يقلدون الشباب في أفعالهم في الملبس الفاضح وقصات الشعر المخجلة، متناسين أنهم القدوة الحسنة ومصدر التوجيه للشباب والصغار وهذا لا يلغي أن يلبس الشخص ملابس أنيقة وجميلة تناسبه وتناسب عمره». وعن هذه الفئة يذكر أخصائي الرعاية الاجتماعية في الطائف الدكتور عبدالله الطيار، أن المراهقة مرحلة طبيعية يمر بها الإنسان، وتتميز بتغيرات جذرية منها فسيولوجية، وأخرى نفسية، وأضاف: «ما نراه من تصرفات لرجال تجاوزوا سن المراهقة بسنين كثيرة، عبارة عن اعتلال نفسي يحاول خلاله هؤلاء تعويض مرحلة كان من المفترض أن يمروا بها أثناء الشباب والمراهقة ولكن لأسباب معينة تجاوزوها ولم يعيشوها مثل الآخرين، بسبب البيئة التي ترعرعوا فيها والتي في الغالب تلعب دورا رئيسا في انتشار مفاهيم العيب والغلط والحرام والخطيئة». وأكد الدكتور الطيار، أن الصواب توضيح حقيقة هذه المفاهيم واستخدامها عند الحاجة لها، وليس بعشوائية وفي أي وقت، إضافة إلى أن بعضهم يعاني من انفصام الشخصية، وينظرون إلى أنفسهم على أنهم مازالوا شبابا بينما أعمارهم تجاوزت الأربعين وبعضهم أصبح لديه أحفاد.