أصبح امتلاك المراهقين للهواتف المحمولة شيئا عاديا ومألوفا بل أصبح عدم امتلاك مراهق لهاتف هو الغريب والشاذ والأخطر أننا بتنا نشاهد بعض الأطفال يحملون هواتف محمولة في المدارس والأسواق ورغم كل الدراسات التي تؤكد خطورة الهاتف المحمول على الأطفال والمراهقين وعليه فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل تخضع هذه الهواتف إلى مراقبة الأهل لكي يعرفوا كيف تستخدم؟ وماذا يوجد في هواتف المراهقين؟ (الندوة نهاية الأسبوع) طورنا هذا السؤال وقلنا ماذا لو سألنا أي مراهق هذه الأيام عن أكثر الأدوات التي يراها ضرورية ولا يستطيع الاستغناء عنها في حياته ولو لدقائق معدودات، فربما تأتي الإجابة من دون تفكير الهاتف المحمول. وعلى مستوى المنهج الاكاديمي فقد بينت دراسات علميه بأن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما أن الهاتف المحمول هو أعز مقتنياتهم وأن أقسى عقاب يمكن أن يتعرض له المراهق هو حرمانه من هاتفه المحمول. وأظهرت دراسة أخرى أن 70 في المائة من المواد التي يتم تناقلها بين المراهقين السعوديين عبر الهاتف المحمول هي مواد إباحية، وأن أكثر من 8 في المائة من هذه المواد تحتوي على العنف، وقالت ان 88 في المائة من الفتيات المراهقات اللواتي يمتلكن هاتفا محمولا أنهن ضحايا للتحرش بالهاتف المحمول عن طريق تقنية البلوتوث. سلوك حتمي للمراهق لكن كيف ينظر من هم في سن الآباء إلى هذه القضية؟ قال المهندس عاطف مليباري أعتقد أن هوس المراهقين بالهاتف يرجع إلى أنه يمثل خصوصية كبرى للمراهق حيث اختزل عالمه الخاص في هذا الجهاز الصغير الذي يمكنه من إنشاء عالمه السري الخاص به من خلال الاتصالات وتبادل الرسائل والملفات المصورة وأنا أتخيل انك لو فتحت هاتف أي مراهق ستجد عالما غريبا من الأشياء، ربما رسائل تحتوي على اللغة الجديدة المتبادلة بين الشباب، وربما على أفلام ومواد إباحية ونكت سياسية ومواد عنف، لكني أعتقد أن معظم هذه المواد هي نوع من التمرد، لكنها تتوقف في النهاية على سلوك المراهق الأخطر ليس ما يتداول بين المراهقين أو ماذا يوجد في هواتفهم، إنما الأخطر ما يتداوله الكبار الذين يجب أن يمثلوا القدوة لهؤلاء الصغار. فعندما يتداول المراهقون نكتة ساخنة أو مشهدا إباحيا قد نعطيهم العذر ونرجع تصرفهم إلى طيش المرحلة العمرية التي يمرون بها، لكن ماذا عن الكبار الذين يتداولون هذه المواد وتمتلئ هواتفهم بها. محل فخر واعتزاز وقال عبدالله الاحمدي تجد أغلب المراهقين لديهم هواتف نقاله وإنهم أصبحوا يتفاخرون بها أمام زملائهم وأصبحوا يستعرضون بما يملكون من أفلام أو أغانٍ أو برامج فمن المستحيل أن تجد شاباً ليس لديه جوال أما بخصوص ماذا يوجد بداخل تلك الهواتف فانا أرى بان ذلك راجع لتكوين الشخص فبعض المراهقين تجد بداخل جوالاتهم صوراً ومقاطع سيارات وآخرون تجد يحب الرياضة فجواله مليء بالأهداف وصور اللاعبين وشعارات الاندية ولكن يجب على أولياء أمورهم ان يراقبوهم ويقوموا بفحص هواتفهم من وقت لآخر وبدون علمهم ودرايتهم فالهاتف الجوال الآن يمثل خطراً على المراهقين لذي يجب أن لانتركهم بدون مراقبه البتة . رقابة أسرية أما موسى كادومي فيرى أن التحذيرات من مخاطر الهاتف النقال على الأطفال والمراهقين زادت حدتها في السنوات الأخيرة فيجب أن يعي الآباء أنهم لا يستطيعون منع أبنائهم من اقتناء الهاتف المحمول لأنه يمثل للمراهق الكثير من المعاني، فهو صلة اتصاله بالعالم، وهو مفتاح الخصوصية التي لا يوفرها له المجتمع. لكن الأمر يحتاج إلى رقابة أسرية واعية فبعض الأسر تمارس الدكتاتورية على أبنائها وتفتش في هواتفهم من دون علمهم، وهذا أسلوب غير فعال لأن المراهق الذي يتفوق على الأبوين في استخدام التكنولوجيا يمكن أن يجد أساليب كثيرة للخداع والتغلب على رقابة الأسرة لكي لا يقع ما لا يريد أن تراه الأسرة في أيدي الأبوين.